مقالات

غوتيريش.. ومحاولة غسل يد إبن سلمان من دماء أطفال اليمن

كان واضحا ان الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ينفذ البنود الخاصة به في الصفقة التي عقدها مع دول العدوان على اليمن، وعلى رأسها امريكا والسعودية والامارات، عندما ادرج حركة انصارالله اليمنية في اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، بعد ان نفذت تلك الدول ما عليها في تلك الصفقة من بنود والمتمثلة بإعادة غوتيريش أمينا عاماً للأمم المتحدة في فترة رئاسية جديدة.

تأثير النفوذ الامريكي و”الاسرئيلي”، والمال السعودي الاماراتي، على الامم المتحدة وقراراتها ليست بالشيء الجديد او الخفي، فالجميع بات يعلم ان المنظمة الدولية ليست سوى اداة بيد اصحاب النفوذ والمال في العالم، الامر الذي جعل من المنظمة الدولية منظمة عاجزة عن وقف العدوان على الشعوب، ونصرة المعتدى عليه، والاقتصاص من الظالم والوقوف الى جانب المظلوم ، وتحقيق العدالة في العالم.

العالم اجمع يتذكر كيف تجرأ الامين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون، عام 2016، على الاعتراف علنا، بانه قام بشطب السعودية من اللائحة السوداء للدول المنتهكة لحقوق الأطفال، بعد ان إبتزته السعودية، من خلال تهديدها بوقف تمويلها للمنظمة الدولية في حال لم يفعل ذلك!.

الا ان الجرائم الوحشية للعدوان الامريكي السعودي على الشعب اليمني، التي فاقت كل تصور، حيث تمادت السعودية وبشكل متكرر، بقصف رياض ومدارس الاطفال، بل حتى لاحقت الاطفال في الباصات التي كانت تنقلهم الى مدارسهم، فقتلت واصابت الالاف منهم، الامر الذي جعل من االصعب على المنظمة الدولة التغطية على كل تلك الجرائم، بعد ان رصدتها المنظمات الدولية بالصوت والصورة، وهو ما دفع الأمين العام الحالي غوتيريش الى اعادة  التحالف الذي تقوده السعودية الى اللائحة السوداء عام 2017، الا انه عاد مرة اخرى، وبنفس الذرائع التي تذرع بها بان كي مون، رغم ان غوتيريش لم يملك جرأة بان كي مون للاعتراف بها علنا، الى رفع اسم السعودية من  اللائحة عام 2018 ، وكرر فعلته هذا العام ايضا، بعد ان ضمن تمديد بقائه في منصبه الاممي!.

المخزي ان ادراج انصار الله في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الاطفال، يأتي في الوقت الذي تجنبت الحركة ، رغم وحشية وجرائم العدوان على الشعب اليمني، استهداف المناطق السكنية في السعودية، ناهيك عن استهداف  الاطفال، فلم تسجل السعودية، رغم كل اعلامها الكاذب، واستخدامها لهذا الكذب سلاحا ضد الشعب اليمني، ولا مرة واحدة ان اليمنيين قتلوا مدنيا سعوديا واحدا فضلا عن طفل.

لا يبدو ان غوتيريش كان موفقا عندما رضخ للنفوذ الامريكي والابتزاز السعودي، وبدا ولايته الثانية بهذا القرار المشين، الذي يتناقض حتى مع تقارير منظمته، التي اكدت في اكثر من مرة ان الماساة الانسانية الكبرى التي  يواجهها الشعب اليمني، واكبر ضحاياها الاطفال، هي بسسب التحالف السعودي والحصار الذي فرضه المملكة على الشعب اليمني.

ترى ماذا سيقول غوتيريش لاطفال اليمن، وهو يشطب السعودية من اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الاطفال، ويضع في القائمة ابطال اليمن الذين لم يرتكبوا من جريرة الا الدفاع عن اطفالهم ونسائهم وارضهم وبلدهم الذي  يتعرض لعدوان سعودي مازال مستمرا منذ اكثر من 6 سنوات بدعم فاضح من امريكا و”اسرائيل” وكل قوى الشر.

ماذا سيقول غوتيريش لاطفال اليمن، والعالم يقرأ في تقارير منظمته:

-موت طفل يمني كل 5 دقائق.

-2.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية.

-ارتفاع وتزايد حالات سرطان الاطفال بنسبة مئتين بالمئة نتيجة آثار القنابل العنقودية والاسلحة المحرمة التي تستخدمها السعودية.

-استشهاد وجرح أكثر من سبعة آلاف طفل بالإضافة إلى نحو نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد نتيجة الحصار.

-منظمة اليونسيف، أوقفت كل أوجه الدعم للطفولة في اليمن في ظل وجود أكثر من 400ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد منهم 80 ألف مهددين بالموت.

-موت 8000 امرأة سنويا.

-أكثر من 3000 طفل مصابون بتشوهات قلبية خلقية ويحتاجون للسفر لتلقي العلاج.

اخيرا، لن يفشل غوتيريش في غسل يد ابن سلمان من دماء اطفال اليمن فحسب، بل سيدخل التاريخ كشريك له في جرائمه ضد اطفال اليمن، فالظلم الذي تعرض له هؤلاء الاطفال، لن يغطيه لا نفوذ امريكا ولا اموال ابن سلمان،  ولا منصب الامين العام للامم المتحدة، وستبقى دماء هؤلاء الاطفال الابرياء تطارد كل من قتلهم، وكل من وقف الى جانب قاتلهم، وكل من برر للقاتل جريمة قتلهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى