أخبار

حملة ترهيب واسعة يمارسها حاكم دبي ضد الأميرة هيا

سلطت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير لها الضوء، على ما وصفته بحملة التخويف والترهيب الواسعة التي يمارسها. حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، ضد زوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين، الأخت غير الشقيقة لملك الأردن عبدالله الثاني.

وشدد تقرير الصحيفة البريطانية على أن العلاقات بين الأميرة هيا بنت الحسين وابن راشد، وصلت مؤخراً إلى مستوى سيئ للغاية.

لدرجة أن الأميرة شعرت أنها “مُطارَدة طوال الوقت”، وأنَّها “ما عاد لها مكان تستطيع الذهاب إليه لتكون آمنة”، حتى في المملكة المتحدة. حيث تبدأ حياة جديدة بعد انهيار علاقتهما.

ويشار إلى أنه يوم 6 أكتوبر الجاري قضت محكمة بريطانية بأن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أصدر أوامر بالتجسس على. هواتف زوجته السابقة الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين وفريق محاميها، في إطار “حملة ترويع وتهديد مستمرة” خلال معركة حضانة أطفالهما.

التجسس على هاتف الأميرة هيا:

بعد رفع قيود النشر حول الأحكام التي أصدرها قاضٍ بريطاني رفيع المقام حول قيام الشيخ محمد باختراق هواتف زوجته السابقة وهواتف. محاميتها وفريقها الأمني، فإن معلومات تم الكشف عنها حول الكيفية التي تمت بها عملية الاختراق بناء على شهادة أدلى بها خبير. وراء أبواب مغلقة، ومئات الصفحات من الوثائق القضائية، هي صورة نادرة لعملية تكتنفها السرية في العادة.

وتوضح الوثائق أنه في ساعة متأخرة من مساء الخامس من أغسطس2020، أرسلت شيري بلير، التي كانت شركة NSO الأمنية الإسرائيلية.

تستعين بها كمستشار خارجي، رسالةً بالبريد الإلكتروني إلى فيونا شاكلتون، محامية الأميرة الأردنية، مفادها أن هناك “حاجة عاجلة للتحدث معك الليلة”، وأنه “لا يهم مدى تأخر الوقت”.

قالت شاكلتون في شهادتها للمحكمة إن بلير بدت في غاية القلق، مؤكدة أن مديراً كبيراً في شركة إن.إس.أو. أبلغها أن الشركة تخشى.

أن يكون برنامج التجسس المتطور الذي أنتجته ولا يتاح استخدامه إلا للدول قد أُسيء استخدامه باستهداف المحامية والأميرة.

قالت بلير في أقوالها أمام المحكمة العليا في لندن “أبلغني المدير الكبير في إن.إس.أو أنهم أخذوا خطوات لضمان عدم إمكانية اختراق. الهواتف مرة أخرى”، فيما قالت الشركة الإسرائيلية إنها لا يمكنها التعليق على القضية.

لكنها أضافت أنها تنفذ تدابير إذا ما تلقّت أدلة على إساءة استخدام برنامج بيغاسوس.

حاكم دبي يستغل سلطته ونفوذه في صراعه مع الأميرة هيا وبحسب الصحيفة، فقد اتّضحت مرارة المعركة بين الأميرة الأردنية وبين الشيخ محمد بن راشد في 11 حكماً قضائياً، نشرتها المحكمة العليا في بريطانيا علناً هذا الأسبوع، تُهدّد بتشويه السمعة الدولية لأحد أهم قادة الخليج.

بيَّنت المحكمة كيف كان محمد بن راشد “لديه استعداد لاستخدام ذراع دولة الإمارات لتحقيق أهدافه الخاصة، فيما يتعلق بالنساء في عائلته”، وشن “حملة تخويف وترهيب” واسعة ضد الأميرة هيا.

خلص قاضي المحكمة العليا إلى أنَّ محمد بن راشد “استخدم ثروته الضخمة وقوته السياسية ونفوذه الدولي” ضد هيا، بما في ذلك السماح لوكلائه باختراق هاتفها النقّال، باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”، الذي طوّرته شركة NSO” Group” الإسرائيلية.

وتتجاوز تداعيات هذه الأحكام حدود دولة الإمارات، حيث يتمتع محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء، بعلاقات عميقة مع المؤسسة. البريطانية لقد كان ضيف الملكة البريطانية في مهرجان “رويال أسكوت” الملكي لسباقات الخيول، وهو طرف رئيسي. في عالم سباقات الخيل من خلال إسطبلاته “جودلفين”، الأشهر عالمياً، المتخصّصة في تربية وتدريب خيول السباقات.

وتأتي الأحكام أيضاً في وقت تأمل فيه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي في بناء علاقات أقوى مع دول الخليج العربي، التي. تُعد بالفعل شريكاً تجارياً كبيراً.

هل تنعكس الأزمة على العلاقات بين دبي ولندن؟

ووفق الصحيفة البريطانية فقد تراجعت العلاقات بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات إلى مستوى متدنٍّ في عام 2018، عندما احتُجز الطالب البريطاني، ماثيو هيدجز، في الحبس الانفرادي لعدة أشهر، بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات البريطانية، قبل إدانته والعفو عنه في وقتٍ لاحق.

وقد أعادت جائحة فيروس كورونا المستجد التأكيد على أهمية إعادة تعيين العلاقة التاريخية بين الدولتين، وتكلّلت الجهود في هذا الصدد بالتوقيع الشهر الماضي على “شراكة من أجل المستقبل”، تضمّنت تعهداً إماراتياً باستثمار 10 مليارات جنيه إسترليني في مجال الطاقة النظيفة والتكنولوجيا والبنية التحتية في المملكة المتحدة.

في الوقت نفسه، اتهم رئيس مجموعة برلمانية بريطانية معنية بحقوق الإنسان في منطقة الخليج الحكومة البريطانية بـ”النفاق”، بسبب محادثاتها التجارية مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث قمع المجتمع المدني واضطهاد المعارضين في السعودية والبحرين والإمارات.

على هذه الخلفية، تتواصل المعركة القضائية بين الشيخ محمد بن زايد والأميرة هيا. وكما قالت الأميرة للمحكمة: “كل مرة أعتقد فيها. أنَّ ثمة حلاً يلوح في الأفق يتغير الوضع مرة أخرى، ويتراجع خط النهاية إلى مسافة أبعد.

أشعر بالإنهاك في بعض الأحيان من محاولة الحفاظ على هدوئي وتوازني أمام حجم ما أواجهه”.

سيناريو الاختطاف وارد:

وخلال العامين الماضيين خرجت إلى العلن تفاصيل أكثر قتامة عن الحياة الشخصية للشيخ محمد بن راشد، بسبب معركته القضائية الطويلة مع الأميرة هيا بشأن أطفالهما. كانت الأميرة الأردنية قد هربت إلى بريطانيا في عام 2019 مع طفليهما.

وخلصت المحكمة العليا البريطانية، في إطار تحقيقاتها بالقضية، إلى أنَّ حاكم إمارة دبي قد دبَّر بالفعل عمليتي اختطاف لاثنتين من بناته، الشيخة لطيفة والشيخة شمسة، الأولى في المياه الدولية قبالة سواحل الهند، في عام 2018، والثانية من إنجلترا، في عام 2000.

حاكم دبي محمد بن راشد أمر باختراق هواتف زوجته الأميرة الأردنية هيا الحسين ومحاميتها وفريقها الأمني شهد هذا الأسبوع المزيد من الإفشاءات. يوضح أحد أحكام المحكمة كيف تآمر محمد بن راشد ووكلاؤه لمراقبة الأميرة هيا، زوجته السادسة. والأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني، من خلال شراء عقار بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني بالقرب من عقارها في لندن.

شعرت هيا بالقلق الشديد من هذا السلوك المتعمّد، لدرجة أنَّ محامِيها نجحوا في تقديمهم طلب إلى المحكمة العليا، لتمديد أمر. عدم التعرُّض القائم بالفعل.

شهادة الأميرة هيا:

ووفقاً للحكم، قالت الأميرة هيا في شهادتها، إنَّ “احتمالات شراء الشيخ محمد بن راشد أو من ينوب عنه للعقارات حول منطقة كاسلوود. أمر مرعب ومرهق تماماً. أشعر كأن الجدران تحاصرني، أشعر أنَّني أدافع عن نفسي ضد دولة بأكملها”.

وأضافت: “يبدو الأمر كما لو أنَّني مطاردة، وأنَّه ما عاد لي مكان أذهب إليه لأكون في مأمن منه، أو من أولئك الذين يعملون لحسابه. إنَّه قمعي للغاية”.

كما يشار إلى أنه في العام الماضي، وجهت محكمة بريطانية اتهاماً للشيخ محمد بتوجيه. أوامر وتدبير اختطاف اثنتين من بناته وإعادتهما قسراً إلى دبي.

وفي أبريل الماضي، فرّت الأميرة هيا على متن طائرتها الخاصة بوينغ 737 إلى بريطانيا مع أطفالها، الأميرة جليلة (12 عاماً). والأمير زايد (ثمانية أعوام). وهم الآن متحصنون داخل قصر بقيمة 110 ملايين دولار في وسط لندن.

وأصبحت هيا بنت الحسين ثالث أميرة تحاول الفرار من واحدةٍ من أغنى عائلات العالم وأكثرها نفوذاً، ولكنها وحتى الآن هي الوحيدة. التي نجحت في الهروب حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى