مقالات

ابن سلمان يوغل بقمع المعارضين وسط تجاهل أمريكي

رغم الإنتقادات الحقوقية والدولية للإنتهاكات التي يمارسها النظام السعودي ضد النشطاء والمعارضين في البلاد وخارجها، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال مجموعة جديدة من النشطاء، في حملة اعتقالات تكشف فصلاً آخر من فصول القمع السعودي، لا ينتهي مداه هنا، بل يتعداه إلى المزيد من الإنتهاكات في نظامٍ متعطشٍ لسفك الدماء والإقتصاص من الأبرياء.

 

مصادر حقوقية كشفت اعتقال النظام السعودي لمعارضين ونشطاء داخل البلاد، بينهم ثلاث سيدات، عرف منهن حتى الآن الطبيبة لينا الشريف، المعتقلة منذ مايو الماضي، فيما لا تزال 100 ناشطة أخرى تعاني من الإعتقال التعسفي الذي يرافقه برامج ممنهجة من التعذيب المبرح داخل السجون السعودية، المتفلتة من المواثيق الدولية والمبادئ الأخلاقية كافة التي تحث على احترام الكرامة الإنسانية.

 

اعتقال السيدة شريف، جرى وفق المصادر على خلفية نشاطها الحقوقي والإجتماعي ومطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين في السجون السعودية، لكن حتى الآن لم يعرف بعد مكان اعتقال الطبيبة، ومصيرها، وهو أمر دأبت السلطات السعودية على ممارسته حيال المعتقلين كنوع من الضغط عليهم وعلى عائلاتهم، إذ قد يحصل اعتقال أحد النشطاء لسنوات دون أن يتم السماح له بلقاء عائلته أو الإتصال بها.

 

 تزامناً، أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل حملة الكترونية تحت وسم #اعتقال_الشباب_جريمة، للمطالبة بالإفراج عن الشبان والشابات المعتقلين في السجون السعودية، منذ مايو ٢٠٢١.

 

 النشطاء طالبوا بالإفراج الفوري عن المعتقلين منتقدين سياسة تكميم الأفواه التي تمارسها سلطات الرياض ضد كل من يحاول التعبير عن رأيه.

 

إلى ذلك أكد مجلس حقوق الإنسان في دورته 47، أنَّ “السعودية” من بين الدول التي أثيرت مخاوف بشأن حالة حقوق الإنسان فيها، والتي لا تزال مستمرة في تجاهل التزاماتها الدولية.

 

مع الإشارة إلى أن المجلس الحقوقي دأب على انتقاد الرياض خلال الدورات التي عقدها سابقاً، ومع ذلك تصرّ السلطات على ارتكاب المزيد من الإنتهاكات في ملف حقوق الإنسان.

 

منظمة هيومن رايتس ووتش وفي تقرير لها أكدت أن إدارة بايدن لم تف بوعودها الإنتخابية بمحاسبة محمد بن سلمان، وطالبت إلى جانب 41 منظمة أخرى الرئيس جو بايدن بفرض عقوبات متاحة بموجب “قانون ماغنيتسكي العالمي للمساءلة بشأن حقوق الإنسان” على المسؤولين في أعلى مستويات القيادة السعودية، ومنهم بن سلمان.

 

وبالوقت الذي تتجاهل فيه إداة بايدن جرائم محمد بن سلمان بحق النشطاء والمعارضين خلافاً لوعوده، لا تزال تواصل السلطات السعودية استهداف المعارضين وتخضعهم لمحاكمات لا تحترم الإجراءات القانونية الواجبة ويتخللها التعذيب المفرط بكل أشكاله.

 

وتناولت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها تقرير المخابرات الأمريكية، ذكرت فيه أن سعود القحطاني ترأس وحدة استخبارات خاصة اختطفت معارضين من الخارج. كما أشرف على اعتقال وتعذيب النساء اللاتي طالبن بالحق في القيادة. وأضافت أنه “لا يزال مساعدًا رئيسيًّا لمحمد بن سلمان، الذي رفض مرارًا مطالب الولايات المتحدة بتقديمه إلى العدالة.

 

وطالما استمر الحاكم السعودي وأتباعه في التمتع بهذا الإفلات من العقاب، فإن ضحاياه سيزدادون”.

 

وأوضحت الصحيفة أنه عندما اختار الرئيس بايدن في فبراير عدم تحميل ولي العهد السعودي، المسؤولية عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، على الرغم من استنتاج وكالة المخابرات المركزية بأنه وافق على العملية، حذر الكثيرون من أن النتيجة ستكون المزيد من الضحايا وبالفعل ثبتت صحة ذلك. قبل قرار الرئيس بايدن، والشاهد على ذلك الاعتقالات الأخيرة التي طالت ثلاث سيدات بسبب التعبير عن الرأي.

 

مرآة الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى