أخبار

شهادة صادمة لمواطنة إيطالية اعتقلت في سجون دولة السعادة

أدلت مواطنة إيطالية سبق أن سجنت في معتقلات الإمارات وتحديدا في سجن الوثبة، بشهادة صادمة عن ظروف احتجازها وما رأته داخل معتقلات عيال زايد، بما يفضح حقيقة دولة التسامح المزعومة.

وفي هذا السياق كشفت “ندى”، اسم مستعار للسجينة الإيطالية التي قضت أكثر من عامين في هذا السجن سيء السمعة، في حوار خاص “لمركز مناصرة معتقلي الإمارات”، تفاصيل عن لحظة اعتقالها وطريقة التفتيش المهينة للسجينات.

وكشفت السجينة الإيطالية ذات الـ42 عاما في حوارها أدق تفاصيل الحياة داخل سجن الوثبة. إضافة لجانب من الانتهاكات التي تعرضت لها كل من أمينة العبدولي ومريم البلوشي، التي قضت فترة معهن.

السجينة الإيطالية السابقة بسجن الوثبة والتي رفضت الإفصاح عن هويتها لأسباب شخصية، قالت إنه تم نقلها من سجن “العوير” إلى “الوثبة” في يوليو 2017. وأفرج عنها في أغسطس 2019، وقضت في سجون الإمارات بشكل عام 4 سنوات.

وعن آلية تفتيش السجناء في “الوثبة” قالت إن هناك غرفتان لهذا الغرض، غرفة كبيرة فارغة ومرحاض يستخدم كمنطقة لتخزين الملابس.

 

التفتيس ونزع جميع الملابس:

وتابعت:”يتم التفتيش من قبل شرطية أو حارسة أمن (نيبالية). في بعض الأحيان، تقوم الحارسة بتفتيشنا باستخدام يديها دون أن تطلب نزع ملابسنا، حيث تقوم بتمرير يديها على جسدنا كاملاً. طبعاً تكون مرتديةً للقفازات.”

وأضافت السجينة الإيطالية: “ولكن في أغلب الأحيان تطلب منا نزع الجزء العلوي من الملابس كاملاً ليصبح مكشوفاً كلياً، وإنزال الجزء السفلي للأسفل.”

وروت “ندى” أنه في بعض المرات كانت الحارسة تطلب منا نزع جميع الملابس، حتى يتمكنوا من فحصها، وقد تطلب إزالة الملابس الداخلية أيضا.

وقال إنه عندما يتم إجراء التفتيش من قبل الشرطة، يكون بنفس الطريقة. ولكن قد يطلبون منك القيام ببعض تمارين القرفصاء وأنت عارٍ تماماً.

“يجب أن أذكر أيضاً أنني سمعت العديد من السيدات يشتكين من قيام الشرطة بالتفتيش بشكل “عميق”، والتعرض للتحرش.” تقول السجينة الإيطالية.

وبشأن الوضح الصحي والرعاية داخل سجن الوثبة، قالت: لقد أصبت بعدوى رئوية أثناء وجودي هناك، ورغم إبلاغي لإدارة السجن بذلك إلا أن الأمر استغرق أسابيع حتى وصلت إلى المستشفى. ونتيجة لذلك تم نقلي إلى الطوارئ وأخيراً أجريت عمليتين جراحيتين في رئتي.

وتابعت: رأيت سجينة مصابة بعدوى شديدة في الأسنان حتى أن وجهها كان منتفخاً لدرجة أنك لا تستطع رؤية عينيها. لم تتلق أي رعاية طبية. في إحدى الليالي أغمي عليها أمام بوابة الشرطة، وضحكوا على السيدة وهم مستلقون على الأرض.

 

أمينة العبدولي ومريم البلوشي:

وعن روايتها حول معتقلات الرأي أمينة العبدولي ومريم البلوشي وعلياء عبد النور، قالت ندى: “قضيت الكثير من الوقت مع مريم وأمينة، والتقيت ذات مرة علياء وقد كانت في مبنى آخر. وآخر ما سمعته عن مريم وأمينة أنهما نُقلتا إلى سجن مجهول”.

وأضافت: استغرق الأمر وقتاً حتى شعرت أمينة ومريم بالثقة الكافية للحديث عن تجربتيهما عندما تم القبض عليهما. في كلتا الحالتين تعرضتا للضرب والإهانة.

وأضافت:”في الواقع كلتاهما عانى من تأثير التعذيب. على سبيل المثال، مريم عانت من التهاب في الكلى. مؤلم حقاً.”

وتابعت: كنت هناك، عند نقلها أخيراً إلى المستشفى. عندما تم تصويرها باستخدام الرنين المغناطسي، أخبروها أن حجم الكلية ليس طبيعياً، وأنهم بحاجة إلى تحليلات أكثر عمقاً لإعطائها العلاج المناسب.

“لكن عندما تم الاتصال بها بعد أيام عن طريق عيادة السجن، أخبرها الطبيب أن كل شيء على ما يرام، ولذلك رفضت مريم تلقي العلاج رغم الألم الشديد الذي كانت تعانيه، احتجاجاً على عدم معرفتها بحقيقة وضعها الصحي. ”

وأوضحت أنهم كانوا يطلبون منهما بدون سبب وبشكل مفاجئ تغيير غرفتهما، وإيقاف حسابات بطاقات الهاتف، وحسابات السوبر ماركت الخاصة بهما، وإجراء عمليات تفتيش داخل غرفتهما فقط ،وكانوا يعاقبون أي شخص يساعدهما بالاتصال بعائلتيهما.

 

سجن النساء:

ووصفت السجينة الإيطالية سجن النساء في الوثبة وقالت إنه يتكون من بناءين، كل مبنى فيه 15 غرفة (زنزانة)، أحجامها مختلفة وجميعها تحتوي على 4 أسرّة بطابقين، ولكن نظراً لعدم وجود سلّم من أجل الصعود يتم شغل السرير السفلي فقط.

وأوضحت أنه يتم تنظيم جميع الغرف حسب الجنسيات. وعندما تأتي مجموعة جديدة من السجناء، يتم وضعهم في غرفة مؤقتاً، ويتم إعطاؤهم أغطية من أجل النوم.

ولا يتم منحهم وسائد أو ملاءات إلا في اليوم التالي، وإذا كانت عطلة نهاية الأسبوع أو عطلة رسمية قد ينتظرون أياماً. بعدها يتم أخذهم للفحص الطبي، وإعادة فرزهم حسب جنسيتهم.

ونظراً لأن جميع الأسرّة تكون محجوزة للسجناء المحكومين لفترات طويلة، ففي الغالب أنت سوف تنام على الأرض، وقد يمر عام كامل قبل أن تتمكن من الحصول على سرير، بحسب رواية السجينة الإيطالية.

 

شرطية مغربية أسوأ ضابط في الوثبة:

وأجابت السجينة الإيطالية عن سؤال: من هو أسوأ ضابط في سجن الوثبة، بقولها:هي شرطية مغربية اسمها رقية.

ووصفت الشرطية المغربية بأن لديها عقل ملتوٍ (مريضة نفسياً). فبدلاً من الاهتمام بالسجينات واحتياجاتهن ومتطلباتهن. كانت تقضي معظم الوقت في النميمة مع السجينات أو اختلاق القصص حتى يحصل بعضهن على العقوبة.

وتابعت كانت دوماً تقوم بتخريب الأنشطة التي تنظمها مسؤولة المكتبة مثل الرقص أو استعارة الكتب، وقامت في إحدى المرات بمنع السجينات من دخول المكتبة، قائلة إنها لن تسمح لأي شخص بالحضور لمجرد أنها لا تريد ذلك، دون سبب.

مضيفة:”كما أنها تحب أن تُظهر كيف تعامل السجينات بشكل مختلف. فكانت تعطي بعض السجينات ملابس جديدة، وأحذية وشامبو بينما تحرم الأخريات. لديهم غرفة (رأيتها) مليئة بصناديق فيها ملابس جديدة، وأحذية، وشامبو. وأعتقد أن جميعها تبرعات من جمعيات خيرية، لكن لا يتم منحها للسجينات اللاتي لا يملكن أموالاً لشرائها.”

إذا كان بإمكان الضباط سماعك الآن، ماذا تقولين لهم؟

في نهاية حوارها أجابت السجينة الإيطالية التي قضت 4 سنوات في سجون الإمارات منهم سنتين في الوثبة، على هذا السؤال بقولها:”هناك آية في القرآن تقول: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى