مقالات

قبيل العيد والمئات من معتقلي الرأي في السجون

خاص لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في الجزيرة العربية

 

مر شهر رمضان المبارك في عشريته الثالثة وقبيل العيد على المئات من معتقلي الرأي وهم يرزحون تحت المعاناة الشديدة بعيدا عن عائلاتهم وفي أجواء لا يعلم بها غير الله سبحانه وتعالى إلا ما يتسرب من معلومات تبدو شحيحة جدا وسط محاولات النظام السعودي دائما لإخفاء الحقائق عن ما يجري في أقبية سجونه المظلمة.

 

 

مئات العائلات في الجزيرة العربية التي تفتقد أبناءها من معتقلي الرأي لا تنفك تسأل نفسها والتفكير يأخذها عن حال فلذات أكبادهم كيف يعيشون ويقضون أوقاتهم في شهر رمضان وماذا يقدم لهم من طعام وشراب وهل بإمكانهم الصيام اصلا، وهل يستطيعون ممارسة شعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل.

 

غير أن ما سبق وجرى في سجون نظام آل سعود يشي بما يعصر القلوب عن سوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون وعن العقوبات والتعذيب الذي سجلته منظمات حقوق الأنسان الدولية في تقاريرها مطالبة مرارا وتكرارا نظام آل سعود بالإفراج عن معتقلي الرأي لاسيما في شهر رمضان المبارك أو على الأقل تحسين شروط اعتقالهم دون جدوى.

 

وبحسب الأنباء المتواترة من داخل الجزيرة العربية نقلا عن عائلات معتقلي الرأي فإن معظم إدارات السجون تبقي على منع معتقلي الرأي من زيارات ذويهم في رمضان، وهو حق من أبسط الحقوق التي كفلتها كل المواثيق والمعاهدات والمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء وقواعد نيلسون مانديلا لحقوق السجناء.

 

 

وهو ما يوضح حقيقة الأوضاع المزرية في الغرف المظلمة ناهيك عن الانتهاكات التي كانت ولاتزال توثقها المنظمات الدولية الحقوقية ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مثل حرمان معتقل الرأي من توكيل محام او من اللقاء بمحاميه لمتابعة ملفات قضيته وأيضا حرمانه من زيارة أفراد أسرته وصولا إلى الإهمال الطبي المتعمد ولا ينتهي بظروف السجن نفسه من تعذيب وحبس بالانفرادي والتعرض للإهانة المستمرة .

 

إن نظام آل سعود ورغم ما يدعيه من إصلاحات لم يغير من سياسة العقاب والقمع التي ينتهجها بحق أبناء الجزيرة العربية ، ومع دخول الشهر الفضيل في ثلثه الأخير واقتراب العيد يتضح للقاصي والداني أن هذا النظام لايراعي صياماً ولا يعرف عيدا ولا يكترث لأوجاع آلاف العائلات بل يمعن في سف الملح على الجروح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى