تقارير متفرقةمقالات

معتقلو الرأي.. محطات ومراحل: 1- الترصد

خاص لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في الجزيرة العربية

 

يعيش شعب الجزيرة العربية تحت حكم قبضة حديدة لنظام آل سعود الذي يقمع بكل وحشية عبر أذرعه الأمنية وعيونه الإلكترونية كل من يخالفه الرأي فكيف يستهدف هذا النظام البوليسي المواطنين وماهي المراحل التي يمر بها معتقلو الرأي .

 

1- مرحلة الترصد

إن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مميتة بالفعل في يد حكم استبدادي كنظام آل سعود خاصة عندما تكون تلك الوسائل تحت مراقبة مشددة من قبل الأجهزة الأمنية وأجهزة خصصت لهذا الأمر مثل ما يعرف (بالذباب الإلكتروني) التابع لنظام آل سعود .. اسم برز عقب حكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يحكم بالقمع والقتل والاعتقالات بحسب منظمات حقوقية دولية.

 

هذا الذباب لايترك أي تفصيل يمر من دون تدوينه وتقديم تقارير دورية للأجهزة الأمنية ، جميع المواطنين مستهدفون لاسيما من يمتلك الجرأة ويحاول التعبير عن رأيه بموضوع ما ، وجميع الشؤون السياسية ممنوعة من التداول ، إلا لموظفي الذباب انفسهم الذين يسوقون لنظام آل سعود وسياساته ويساهمون في تلميع صورته.

 

هكذا بات المجتمع في الجزيرة العربية اليوم يعيش في جو من الترهيب الرسمي والخوف فأي مطالبة بالإصلاح أو أي إضاءة على خطأ ما، توصل الى الاعتقال والمحاكمات الجائرة، كما غابت الثقة بين المواطنين الذين باتوا يتحرزون من التفوه بأي كلمة أمام الجار أو الصديق أو الأخ، وأصبح المواطن لا يأمن على نفسه ويخشى أن يستهدف بأي اتهام في إطار تصفية حسابات شخصية .

 

وفيما يخص الذباب الالكتروني قالت شركة “تويتر” إن 40% من التغريدات في العالم العربي تأتي من الجزيرة العربية ومعظمها حسابات وهمية ، ما دفع تويتر بشكل دوري لإطلاق حملات إزالة للحسابات المؤيدة للنظام السعودي التي يتبين أنها تسيء استخدام المنصة.

 

وتقول منظمة العفو الدولية إن الجيش الالكتروني في الجزيرة العربية جاء في خطوة يدركها محمد بن سلمان لحماية حكمه من المعارضين السعوديين والمنتقدين الأجانب، ومن هجوم المنظمات الحقوقية.
كما أكدت العفو الدولية على أن جهود الأمن السيبراني تُستخدم عادةً لحماية الأصول الهامة من التجسس والقرصنة، لكن لدى نظام آل سعود يبدو أن الأولوية هي حماية صورة العائلة المالكة، التي تشعر بالقلق من أي تلميح للمعارضة ولا تتقبل النقد مهما كان معتدلاً.

 

من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن حرية التعبير في السعودية قد تم سحقها بالكامل تحت حكم محمد بن سلمان.. ليس بواسطة الذباب الالكتروني فحسب بل إن نظام آل سعود استخدم القوانين والأنظمة الجزائية التي فرضت محلياً ، ومعها الاتفاقيات الدولية التي صدقها باسم مكافحة الإرهاب وتعبيراته الفضفاضة جدا، لقمع أي رأي معارض له، ما وسع نطاق انتهاكات حقوق الإنسان في الجزيرة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى