تقارير متفرقةمقالات

قواعد نيلسون مانديلا تقض مضاجع آل سعود

اليوم الدولي لنيلسون مانديلا
18 تموز/يوليو

في 18 تموز/يوليو من كل عام — اليوم الذي ولد فيه نيلسون مانديلا — تطلب الأمم المتحدة من كل الأفراد حول العالم الاحتفال باليوم العالمي لنيلسون مانديلا بإحداث تغيير في مجتمعاتهم. فكل فرد لديه القدرة و عليه المسؤولية لتغيير العالم نحو الأفضل.

(لماذا سميت بقواعد نيلسون مانديلا)

في كانون الأول / ديسمبر 2015، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة توسيع نطاق اليوم العالمي لنيلسون مانديلا ليتم استخدامه أيضا من أجل تعزيز الظروف الإنسانية للسجن، وزيادة الوعي بشأن السجناء باعتبارهم جزءاً متواصلاً من المجتمع، وتقدير عمل موظفي السجون على أنه خدمة اجتماعية ذات أهمية خاصة.

ولم يعتمد قرار الجمعية العمومية الحد الأدني (لقواعد الأمم المتحدة النموذجية المنقحة لمعاملة السجناء) فحسب، بل وافق أيضاً على أن تُعرف بإسم “قواعد نيلسون مانديلا” من أجل احترام إرث رئيس جنوب أفريقيا الراحل الذي قضي 27 عاماً في السجن بسبب كفاحه ضد العنصرية والظلم والاستبداد ومصادرة الحريات .

(شبح مانديلا يلاحق الأنظمة المستبدة )

لاشك أن الأنظمة المستبدة والتي لها باع طويل في سياسة القمع والاعتقال كما هو حال نظام آل سعود ونظام البحرين وغيرهما في الجزيرة العربية تخشى العمل وفق قواعد نيلسون مانديلا بما يخص معاملة السجناء ، لاسيما سجناء الرأي الذين يخضعون لمعاملة خاصة جدا ليس لها علاقة بالطبع بقواعد الامم المتحدة النموذجية (قواعد مانديلا) إنما معاملة مسيئة ومشينة وفق قواعد خاصة لنظام الحكم، تبدأ بالاعتقال المهين من خارج إطار القانون الى الاعتقال والاخفاء القسري وأصناف التعذيب على فظاعتها في غرف الموت، وصولا إلى الأحكام الجائرة الصادرة عن قضاء مسيس بالكامل ويرتبط بالديوان الملكي بصورة مباشرة.

(مقارنة مشروعة )
بين واقع السجون في الجزيرة العربية وقواعد نيلسون مانديلا فيما يتعلق بمعاملة السجناء :

(قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء)
المبادئ الأساسية
القاعدة 1
يُعامَل كلُّ السجناءِ بالاحترام الواجب لكرامتهم وقيمتهم المتأصِّلة كبشر. ولا يجوز إخضاع أيِّ سجين للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وتُوفَّر لجميع السجناء حماية من ذلك كله، ولا يجوز التذرُّع بأيِّ ظروف باعتبارها مسوِّغاً له. ويجب ضمان سلامة وأمن السجناء والموظفين ومقدِّمي الخدمات والزوَّار في جميع الأوقات.

تعقيب 1
يرفض نظام آل سعود تطبيق هذه القاعدة في سجونه ويفعل نقيضها تماما وحرفيا حيث يقبع عشرات الالاف من معتقلي الرأي في السجون على خلفية التعبير عن الرأي ويتعرضون لأبشع أنواع الاهانات والتعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية.

القاعدة 2
1 – تُطبَّق هذه القواعد بصورة حيادية ولا يجوز أن يكون هنالك تمييز في المعاملة بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، أو الرأي السياسي أو غير السياسي، أو المنشأ القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد أو أيِّ وضعٍ آخر. وتُحترَم المعتقدات الدينية والمبادئ الأخلاقية للسجناء.

تعقيب 2
وفق سياسة التمييز العنصري والطائفي يعمل نظام آل سعود أمام الملأ على إهانة مذهب بكامله (المذهب الشيعي) ويحاول تكفيره وتشويه صورته ويعامل سجناء الرأي من الطائفة الشيعية بأبشع الصور ويتعرض لرموزهم الدينية بالسب والشتم ويمنع هؤلاء السجناء من ممارسة شعائرهم الدينية داخل السجون ويمنع عنهم الكتب الدينية.
كما أنه لم يوفر أحداً ممن يعارضه سياسيا من أبناء جلدته أو يخالفه الرأي !!

القاعدة 3
إنَّ الحبس وغيره من التدابير التي تفضي إلى عزل الأشخاص عن العالم الخارجي تدابير مؤلمة من حيث إنها تسلب الفرد حقَّه في تقرير مصيره بحرمانه من حرِّيته. ولذلك لا ينبغي لنظام السجون، إلاَّ في حدود مبرِّرات العزل أو الحفاظ على الانضباط، أن يفاقم من المعاناة الملازمة لمثل هذه الحال.

تعقيب 3
– نقيض ما جاء في المادة الثالثة من قواعد نيلسون مانديلا يعمل نظام آل سعود على شن حملات اعتقال واسعة النطاق من خارج إطار القانون ويستغل التعابير والمصطلحات الفضفاضة كالإرهاب لتوجيه تهم ملفقة الى الناشطين وأصحاب الرأي حيث أن الكثير من معتقلي الرأي لم توجه له أي تهم ومازالوا رهن الاعتقال ولا يعرف مصيرهم ومنهم من أنهى مدة محكوميته ولم يطلق سراحهم .

القاعدة 4
1 – ترمي عقوبة الحبس وغيرها من تدابير حرمان الأشخاص من حرِّيتهم بصفة أساسية إلى حماية المجتمع من الجريمة والحدِّ من حالات معاودة الإجرام. ولا سبيل إلى تحقيق هذين الغرضين إلاَّ إذا استُخدمت فترة الحبس للوصول، حتى أقصى مدى مستطاع، إلى ضمان إعادة إدماج أولئك الأشخاص في المجتمع بعد إطلاق سراحهم، بحيث يتمكَّنون من العيش معتمدين على أنفسهم في ظلِّ احترام القانون.

 

تعقيب 4
– في الجزيرة العربية تلاحق سلطات آل سعود عوائل المتهمين ومعتقلي الرأي وتصادر حرياتهم ، كما تلاحق معتقلي الرأي الذين أطلق سراحهم وتحرمهم من ممارسة حياتهم الطبيعة، حتى أن منظمات حقوق الإنسان وصفت ممارستها بالإرهاب الجسدي والمعنوي بحق المدنيين على خلفية التعبير عن الرأي.
2 – سعياً إلى تحقيق ذلك الغرض، ينبغي لإدارات السجون والسلطات المختصَّة أن توفِّر التعليم والتدريب المهني والعمل، فضلاً عن الأشكال الأخرى من المساعدة المناسبة والمتاحة، بما في ذلك أشكال المساعدة ذات الطابع الإصلاحي والأخلاقي والروحي والاجتماعي والصحي والرياضي. وينبغي تقديم جميع هذه البرامج والأنشطة والخدمات بما يتماشى مع مقتضيات المعاملة الفردية للسجناء.

تعقيب 4-2

– يخضع معتقلو الرأي إلى سوء المعاملة بعيدا عن الطابع الإصلاحي والأخلاقي والروحي والاجتماعي والصحي والرياضي وهم خارج أي برامج للتدريب والتعلم لأنهم في الأصل اعتقلوا ظلما من خارج إطار القانون ويتم محاكمتهم بمحاكم الإرهاب ويقضون معظم اوقاتهم في الاعتقال داخل زنازين افرادية.

القاعدة 5
1 – ينبغي لنظام السجون السعي إلى أن يقلِّص إلى أدنى حدٍّ من الفوارق بين حياة السجن والحياة الحرَّة، وهي فوارق من شأنها أن تهبط بحس المسؤولية لدى السجناء أو بالاحترام الواجب لكرامتهم البشرية.

2 – تهيِّئ إدارات السجون جميع الترتيبات التيسيرية والتعديلات المعقولة لضمان معيشة السجناء ذوي الإعاقات البدنية أو العقلية أو غيرها من الإعاقات في السجن بشكل كامل وفعَّال على أساس من المساواة.

تعقيب 5-1
– لم تتوفر حتى اليوم الارادة الحقيقية لدى النظام لتغيير سلوكه المهين تجاه معتقلي الرأي على الرغم من ادعاءاته باجراء اصلاحات واسعة فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، بل على العكس تماما، أكدت تقارير المنظمات الحقوقية الدولية وعلى راسها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن أعداد معتقلي الرأي آخذة بالارتفاع بشكل يومي ، فكيف للسجان أن يحسن من معاملة السجناء إذا كانت اوامر مرؤوسيه تقضي بتوجيه المزيد من الاهانات والاستمرار في سياسة القمع واستخدام التعذيب لانتزاع اعترافات تودي بمعتقلي الرأي الى أحكام جائرة ومنها اللإعدام بلا رحمة .

تعقيب 5-2
– وكم من حالة صحية بين معتقلي الرأي تركت لمصيرها تعاني من الاهمال الطبي المقصود وصولا للموت، وبعض معتقلي الرأي كانوا أصحاء ولكن نتيجة التعذيب الممنهج والوحشي حدث لهم إعاقات جسدية ونفسية.

يقول الراحل نيلسون مانديلا ((من السهل أن تُكسر و تُدمر، ولكن الأبطال هم أولئك الذين يبنون و يصنعون السلام ))

هذا القول اذا ما تم إسقاطه على ما يجري في الجزيرة العربية ونضال شعبها منذ عقود ضد الظلم والفساد والاستبداد فإن نظام آل سعود لا يمكن له أن يرتقي لمرتبة الأبطال ممن يبحثون عن السلام ليصنعونه، فهو لا يعدو كونه نظام تخريب وتدمير ممنهج لمجتمع الجزيرة العربية الأصيل والذي يمتد تاريخه لآلاف السنين بينما نظام آل سعود وكل تاريخهم الملطخ بالدماء البريئة لا يتعدى مئة سنة ولم يتحقق ويستمر حتى اليوم إلا بمساعدة المستعمرين البريطاني والأمريكي.

 

المصدر: لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في الجزيرة العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى