مقالات

البحرين على خطى آل سعود في انتهاك الحريات الدينية

بعد أن أثارت قرارات آل سعود الأخيرة استنكارا شعبيا واسعا اثر فرضها قيودا  وجملة من المضايقات الأمنية على احياء اهالي الجزيرة العربية لموسم عاشوراء تحت ذريعة الضوابط الصحية وفيروس كورونا ، ها هي البحرين تحذو حذو سلطات آل سعود مصدرة قرارات جديدة عبر وزارة داخليتها اثارت هي الأخرى زوبعة من ردود الفعل الشاجبة لما تمثله من ضرب للحريات الدينية والحق في ممارسة الشعائر والمشاركة في موسم عاشوراء .

 

القرار تمثل بمنع مشاركة اي حملات دينية قادمة من الخارج في احياء مراسم عاشوراء الذي تحل ذكراها بعد ايام قليلة. وعليه، وفق داخلية البحرين سيكون احياء المناسبة محصورا بالمواطنين والمقيمين . حيث اعتبرت الداخلية انها لن تسمح بالترويج للمناسبة باستخدام السياحية الدينية قائلا إن ذلك يتنافى مع الخصوصية البحرينية في احياء المناسبة وطابعها الممييز.

 

هذا التصريح استفز شريحة واسعة من البحرينين الذين اعتبروا بدورهم انها اجراءات غير قانونية ، ففي كل بلاد العالم ثمة سياحة دينية تكون في مواسم ومناسبات معينة.  متسائلين عن سبب اغلاق البحرين أبوابها في وجه الأشقاء القادمين من دول الجوار للمشاركة في احياء مراسم عاشوراء وهم الذين اعتادوا على هذه المشاركة لسنوات وفي كل المناسبات كشكل من أشكال التلاقي والمشاركة ،فعن أي خصوصية بحرينية تتحدث سلطات البحرين؟

 

فهل غاب عن سلطات البحرين قبل اصدار القرار أن ممارسة الشعائر الدينية حق أصيل لكل انسان ؟ ولماذا موسم عاشوراء بالتحديد ؟ هل يعقل ان تفتح البحرين ابوابها للدول للمشاركة في سباق الفورملا واحد مثلا فيما تمنع الأشقاء من الكويت وغيرها المشاركة في احياء مراسم عاشوراء بكل انضباط وتقيد بالقوانين؟

 

ما هذه الازدواجية التي تضرب عرض الحائط بالحقوق الدينية التي كفلتها الأعراف والقوانين الدولية. اذ تشدد المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده ، بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده أو مع جماعة وأمام الملأ أو على حدة .

 

يشترك آل سعود والسلطات البحرينية بالتوجه عينه نحو انتهاك الحقوق والحريات الدينية ، فقيود واجراءات آل سعود التي فرضتها دائرة الأوقاف والمواريث لتقويض اي مشاركة عاشورائية فاعلة ما هي سوى تجلي للفكر الاقصائي في وقت تكشف فيه ايضا زيف ادعاءاتها عن حماية الحريات وصونها وشعارات التسامح واحترام الأديان.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى