تقارير متفرقة

باريس تمنح محمد بن سلمان تفويضاً مطلقاً لجريمته التالية

تتصاعد حدة الانتقادات لسياسة النفاق التي تتبعها الدول الغربية والعظمى التي تتشدق بالديمقراطية ومراعاة حقوق الإنسان ، فيما تتستر على مرتكبي الجرائم والمتهمين بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، كالتستر على جرائم محمد بن سلمان والنظام السعودي بحق شعب الجزيرة العربية .

ولعل الاستقبال الرسمي الحافل في باريس الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لولي العهد محمد بن سلمان خير دليل على سياسة النفاق التي تتبعها فرنسا ونظرائها في السياسة الدولية .

الانتقادات الحادة تلك لا تقتصر على المعارضين والناشطين في الجزيرة العربية او المتضررين من سياسات نظام آل سعود بل انسحبت على العديد من الكتاب الأجانب الذين باتوا اليوم وأكثر من ذي قبل يدركون حقيقة الدول الغربية وسياساتها المزدوجة والكيل بمكيالين والتي وصفوها هم بالنفاق وحماية القتلة .

الكاتبان كوماران ايرا ، أليكس لانتيير تناولا في مقال لهما على موقع الويب الاشتراكي العالمي وهو موقع الويب الخاص باللجنة الدولية للأممية الرابعة زيارة محمد بن سلمان إلى فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون

الكاتبان قالا إنه مهما كانت الحسابات الدولية دقيقة ، تخيم رائحة القتل والنفاق التي لا يمكن إنكارها على المحادثات بين باريس والرياض.

حيث يؤكد استقبال ماكرون للرجل المعترف عليه عالميًا أنه أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي المروع في عام 2018، على أنه تزوير لادعاءات الإمبريالية الفرنسية عن الديمقراطية  على وجه الخصوص ، و ادعاءات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشكل عام.

واعتبرا ان قرار ماكرون لقاء بن سلمان يرقى إلى مصادقة رسمية من قبل رئيس الدولة الفرنسي لولي العهد على استخدام القتل العلني كأداة للقمع السياسي الداخلي، وهو بدوره يورط و يؤكد تجريم النظام الرأسمالي في فرنسا وعلى المستوى الدولي بالتستر على القتلة والمجرمين.

وأردف الكاتبان أنه بالتزامن مع الزيارة تعاملت الصحافة الفرنسية مع مقتل بن سلمان الوقح لخاشقجي على أنه أمر غير ملحوظ تمامًا ، حيث طرحت سلسلة من الحجج الجيوسياسية البراغماتية لصالح تحية بن سلمان في باريس.

ربما كان فرانسوا توازي ، الرئيس التنفيذي لشركة كابمينا للاستشارات، هو الذي أوضح لصحيفة لوموند الدوافع التي دفعت ماكرون والشركات الفرنسية الكبرى إلى الوقوف خلف الأمير القاتل في الجزيرة العربية حيث قال: إنه ومع ارتفاع أسعار النفط، امتلأت خزينة آل سعود ولا يمكن لشركاتنا الفرنسية أن ” تفوتك القارب “.

وكشف الكاتبان أن بن سلمان وصل إلى فرنسا في قصر لويس الرابع عشر الذي يمتلكه وتم بناؤه حديثًا في لوفيسين خارج باريس بالقرب من القصر الملكي الفعلي للملك لويس الرابع عشر ،  بعد أن استحوذ عليه من خلال سلسلة من الشركات الوهمية مقابل 275 مليون يورو “أغلى منزل في العالم”. ، واللافت أن الذي بناه هو ابن عم جمال خاشقجي ويدعى عماد خاشقجي ،  الذي يدير شركة تطوير عقاري فرنسية.

ويتابع الكاتبان بأن الوقاحة التي اتسمت بها زيارة ولي العهد لا يقابلها سوى نفاق أحزاب المعارضة البرلمانية الفرنسية التي تتظاهر بأنها منتقدة إنسانية لبن سلمان.

وعلى الرغم من ذلك ، لم تدعو أيا منها إلى احتجاج واحد خلال زيارته، بينما هدد ماكرون بمقاضاة الصحفيين الذين كشفوا أن فرنسا كانت تسلح نظام آل سعود في عدوانه على اليمن.

وقال دانييل أوبونو ، عضو حزب فرنسا غير المطيع بزعامة جان لوك ميلينشون: قاطعوا! بن سلمان ، المتهم بقتل الصحفي ج.خاشقجي وهو من أمر بشن هجمات في اليمن في حرب أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص: أهلا بكم أيها المنافقون! “

ويخلص الكاتبان في مقالهما الى  أن باريس لا تمنح ابن سلمان تفويضاً مطلقاً لجريمته التالية فحسب ، بل تشير إلى استعدادها لارتكاب جرائمها على نطاق أوسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى