تقارير اللجنة

فاينانشال تايمز: النظام السعودي يحافظ على تدني الأجور رغم طفرة أسعار النفط

كشفت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في مقال نشرته عن مخاوف شعب الجزيرة العربية من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتصاعد ، بفعل السياسات الفاشلة لنظام آل سعود على الرغم من طفرة أسعار النفط التي لم تستثمر في دعم المواطنين، بل ذهبت لتمويل مشاريع محمد بن سلمان من خلال صندوق الثروة السيادي.

تدني الأجور

وذكرت الصحيفة أن الوضع الآن أسوأ على الرغم من الإصلاحات والطفرة في أسعار النفط التي ستجعل المملكة أسرع الاقتصادات نموا في العالم هذا العام، وقالت إن جهود الحكومة لزيادة العمالة الوطنية فشلت تماما في وقت يتعرض فيه محمد بن سلمان لانتقادات بسبب حملته القمعية على النقاد ، بمن فيهم الصحفيون والمدونون ، والتي أدت مؤخرًا إلى سجن طالبة دكتوراه وأم لطفلين لعقود بسبب تغريداتها.

الشباب في الجزيرة العربية يريدون وظائف ومنازل فإذا كان الشباب المتعلم والذي يتمتع بالخبرات داخل المدن الكبرى لا يجدون وظيفة فإن الخطر يكمن في أن الأشخاص الأكثر فقراً والأقل تعليماً، ولا سيما أولئك الذين يعيشون خارج المدن الكبرى ، يتخلفون عن الركب لأنهم يتنافسون على وظائف قليلة ذات رواتب جيدة ، وكثير منها في العاصمة، فيما معظم الرواتب تدور عند الحدود الدنيا للراتب بين ( 3000 – 4000ريال)

في المقابل يتقاضى العمال الأجانب أجراً أعلى بكثير من الأجور المدفوعة للمواطنين في نفس الوظائف، وهو ما دفع المواطنين للاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي يشكون معاناتهم، حتى أن الكثير من المواطنين يعمل في وظيفتين حتى يستطيع تأمين الحد الأدني من الحياة الكريمة للعائلة.

وكان تقرير رسمي حديث كشف أن قلة الرواتب المقدمة للمواطنين هي أكثر الأسباب وراء تركهم للعمل، حيث بلغت 35% من إجمالي أسباب ترك للعمل.

مخاطر الاستثمارات الجديدة

وفق صندوق النقد الدولي فإن النظام السعودي يستخدم المكاسب غير المتوقعة من أرباح النفط بالاستثمار في صندوق الثروة السيادي ، الذي يشرف على مشروعات بقيمة عشرات المليارات من الدولارات في المملكة ، ولكن أين يستثمر محمد بن سلمان أموال شعب الجزيرة .

بحسب الاستراتيجية المالية الجديدة لنظام آل سعود فإن هناك لجنة صغيرة برئاسة بن سلمان هي من تقوم بتحديد كيفية انفاق هذه الارباح.

حيث أنفق صندوق الثروة السيادي للنظام السعودي 7.5 مليار دولار على شركات أميركية كبرى خلال الربع الثاني من العام الجاري.

واشترى الصندوق حصصا في 17 شركة، مثل “ألفابيت”، الشركة الأم لغوغل، وأمازون و”بلاك روك”، و”مايكروسوفت” في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو وقبلها كان قد اشترى حصة كبيرة في تويتر ، وتستخدم تلك الاستثمارات لمتابعة المعارضين والمنتقدين لمحمد بن سلمان بحسب ما كشفت عن قضايا سابقة في المحاكم الأمريكية عبر تجنيد موظفين في تويتر لصالح الديوان الملكي السعودي، يسربون معلومات كاملة عن شخصيات يعتبرها آل سعود من الخصوم والأعداء.

اللافت أنه وبعد عمليات الشراء انخفضت العديد من الأسهم التي اشتراها محمد بن سلمان بنسبة ٢٠٪ في الأشهر الست الأولى من عام ٢٠٢٢ وهو ما يشكل ضربة كبرى وتنذر بالأخطار الكامنة وراء تلك الاستثمارات.

هدر دون مراقبة أو محاسبة

جزء آخر من عائدات طفرة أسعار النفط تذهب للأرصدة الشخصية لمسؤولي النظام الحالي على رأسهم محمد بن سلمان الذي اشترى عددا من القصور الفارهة في عواصم أوروبية .

وقسم كبير يذهب لدعم حملات تبييض سجل النظام سيئة السمعة والمليئة بالانتهاكات الحقوقية ، وذلك من خلال الانفاق المكلف على وسائل الاعلام الرسمية والخاصة التابعة للنظام، وكذلك عبر شراء أندية رياضية واقامة بطولات عالمية كالفورمولا وبطولات الغولف وشراء اللاعبين ورشوة آخرين ليشاركوا بأسمائهم المشهورة وايضا الاستثمار في الألعاب الالكترونية!!

ويبقى السؤال الذي نشره على موقع التواصل الاجتماعي تويتر موظف من ذوي الدخل الأقل: إن ثلاثة أرباع نفط العالم في الجزيرة العربية، أين يذهب المال؟، ماذا سأفعل بـ 3000 ريال؟ كيف أعيش عليها؟ لينهي كلامه قائلاً؛ “القوي يأكل الضعيف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى