أخبارتقارير متفرقة

رئاسة المحكمة الجزائية المتخصصة بين يدَي أسوء رجال “المباحث”

أصدرت سلطات آل سعود اليوم مرسوماً ملكياً يقضي بتعيين عوض بن علي الأحمري كرئيسٍ للمحكمة الجزائية المتخصصة.

الأحمري، المعروف بخبثه وحنكته ودهائه، تولّى مئات عمليات التحقيق ومارَس نفاقه وإجرامه بحق العشرات من المعتقلين والمعتقلات، وكان مساهماً في التستر على مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي.

عوض بن علي بن عائض الأحمري، عمِل لدى جهاز المباحث السعودي، ولكن بوثائق وبطاقة “النيابة العامة” لأكثر من عشرين سنة. ظاهره التديّن، وباطنه النفاق والفجور والفساد، لا سيما وهو الذي كان معتنقاً في شبابه فكر”الحدادية” الذي يقول بوجوب طاعة ولي الأمر في الحرام، يعمل وفق مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، وإن كانت الوسيلة غير شرعية وغير قانونية وغير أخلاقية.

كان مكلّفاً برئاسة عملية التحقيق مع سعود القحطاني وأحمد العسيري، المتّهمين بالتورّط في قضية مقتل الصحافي جمال الخاشقجي، وعمِل على تبرأتهما مخفياً الحقائق عبر أسئلةٍ محدودة ولا علاقة لها بالتحقيق، وقد أوعِز مسبقاً لهما بالأجابة عليها بالنفي، وحرص الأحمري على الابتعاد عن أي سؤال يمكن أن يورّطهما، وطبعاً لما يُمارَس معهما قسوته المعهودة في عمليات التحقيق وترهيبه وخبثه.

وتشير المعلومات إلى أن الأحمري هو من تسلّم أصابع الخاشقجي بعد مقتله، ليبصم بها على مستندات سابقة لتاريخ قتله، تتضمّن اعترافات وهميّة للخاشقجي تدينه وتجرّمه.

ومن المعروف بحسب ما يرويه عدد من المعتقلين والمعتقلات، أن الأحمري يتحايل على المعتقلين ليستحصل منهم على الاعترافات التي يريد، فيوهم المعتقل أنه يسعى جهده لمساعدته ومحاولة إطلاق سراحه، ثم يكشّر عن أنيابه حين يحصل على ما يريد من اعترافات أو حين يفقد الأمل من نجاح نفاقه واحتياله، ليظهر وجهه الحقيقي وينطق عبارته الشهيرة: “اكتب الي نقول لك تطلع، تعاند تغاب شمسك”.

ومن قصص المعتقلين قصة المعتقل المرحوم الدكتور عبدالله حامد، الذي بدأ الأحمري معه رحلة التحقيق متودداً مظهراً الإعجاب، ليطلب منه كتابة كافة قناعاته بوضوح موهماً إياه أن المسؤولين سيفرجون عنه، ثم يعود بعد أيام كاشفاً وجهه الحقيقي موجّهاً عبارات كـ “يا حقير” و”يا خارجي” للدكتور عبدالله، ليخرج ويجري مكالمةً عُرِفَ عبر أحد العساكر أنه كان يقول خلالها: “حصّلت عليه إقرارات تكفي خمس سنوات، يكفي أو أزود؟”. يُذكَر أن الدكتور حامد حُكم بإحدى عشر عاماً من السجن، ليموت داخله قبل أنه يُكمل حكمه.

ومعروفٌ عنه هوسه بالتحقيق مع الناشطين لشدة حقده عليهم، هو الذي يقول: “إذا أعطوني ملف مشهور كأنهم معطيني عروس، أحب أشوفهم بين يدي منهانين”.

أحد الأكاديميين في جامعة الملك سعود، المعتقلين سابقاً، يقول: “قال لي الأحمري اكتب الي نقولك وأنا أدبّر خروجك، كل الدولة بيدي”، في إشارةٍ إلى علاقاته الواسعة مع رجال الصف الأول في جهاز المباحث، ويضيف الأكاديمي المعتقل سابقاً أنه كان يردد عبارة “حتى المحكمة بيدي، القضاة بيدي”، لتظهر عباراته هذه فجوره وتكبّره وعجرفته.

كما تروي إحدى الناشطات المعتقلات كيف أوهمها أنه سيساعدها: “أبغاك تتعاوني عشان نطلّعك بسرعة أبيك تكتبين عبارات محددة علشان بخبرتي أعرف أسكّر عليهم بالمحكمة”، مقنعاً إياها أنه لديه ابن محامٍ سيتولّى الإمساك بقضيتها لتكتشف أن المحامي المزعوم قد قام برفع قضية ضدها في المحكمة.

وتروي ناشطةٌ أخرى الإيحاءات المشينة التي تحصل بحقها أثناء التحقيق، بعلم وعلى مرأى الأحمري.

هذه بعض شهادات المعتقلات والمعتقلين، تكشف جانباً من شخصية عوض الأحمري الذي أصبح اليوم رئيسًا للمحكمة الجزائية المتخصصة، وقليلاً من خبثه وفساده وإجرامه.. وما خفيَ أظلَم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى