تقارير متفرقةمقالات

موسم الرياض ينطلق على وقع الاعتقالات والقمع والأحكام التعسفية وانتشار الفقر

على وقع الانتهاكات المتصاعدة والأحكام التعسفية تنطلق فعاليات مايسمى بموسم الرياض، الذي يسوق له نظام آل سعود على أنه مهرجان ترفيهي عالمي يقام في مدينة الرياض، ويهدف لتحويلها إلى وجهة ترفيهية سياحية عالمية.

غير أن هذا المهرجان الغريب عن ثقافة المجتمع والذي يروج له بأنه أحد انجازات محمد بن سلمان ودليل على الانفتاح لايعدو كونه محاولة لتلميع صورة النظام أمام المجتمع الدولي بعدما تثاقل سجله المليء بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

منظمات حقوقية وصفت ما يسمى بموسم الرياض بأنه محاولة لفت الأنظار عبر الحملات الالكترونية لتبيض صفحة نظام آل سعود السوداء. وسلطت المنظمات الحقوقية الأضواء على واقع حقوق الإنسان لاسيما معتقلي الرأي في المملكة، والموقف القضائي تجاه الملف الحساس.

وقالت منظمات حقوقية: تأتي هذه الفعاليات في ظل إصرار النظام على إصدار الأحكام التعسفية للعشرات من معتقلي الرأي، من بينهم 12 حكما بالقتل، ليصل عدد المهددين بعقوبة الإعدام إلى نحو 40 معتقلا.

وكان سلطات النظام أعدمت منذ بداية عام ٢٠٢٢ حوالي١٢٠ شخصا في حصيلة مرجحة للارتفاع الكبير اذا ما نفذ النظام أحكام الإعدام الجائرة التي صدرت بحق ٤٠ معتقل رأي.

ويسعى النظام إلى التغطية على إخفاقاته وجرائمه المروعة بحق أبناء البلاد بما فيهم معتقلي الرأي، عبر فعاليات الترفيه وما يعرف بموسم الرياض، لإشغال العالم والشعب عن التنكيل الذي يحصل بحق معتقلي الرأي.

ولايزال واقع حقوق الإنسان يتراجع باستمرار منذ تولي ابن سلمان منصب ولي العهد السعودي، في ظل الاعتقالات والقمع والتنكيل والأحكام التعسفية التي يلجأ إليها القضاء المسيس بحق معتقلي الرأي الأبرياء.

ولايبدو نظام آل سعود مهتماً لهدر مئات ملايين الدولارات على حملات تلميع صورته في وقت ينتشر فيه الفقر وترتفع معدلات البطالة وسط تكتم شديد عن الأرقام الحقيقية.

إن شعب الجزيرة العربية يتطلع لتحسين واقعه الحقوقي والمعيشي عبر تخصيص أموال الشعب في مشاريع واقعية مجدية توفر آلاف فرص العمل للشباب العاطل عن العمل، وهو غير مهتم بإقامة المهرجانات والحفلات الراقصة البعيدة عن ثقافته، وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال تمكين الشعب من المشاركة السياسية الحقيقية في إدارة شؤونه وثرواته ومشاريعه، عبر إصلاحات جادة وفعلية تشمل كل القطاعات. وتبدأ أولا بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي من نخب واصلاحيين وناشطين، وفتح المجال لحرية الرأي والتعبير التي تعتبر اللبنة الأساس في أي عملية اصلاحية حقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى