“مؤامرة في القصر”: كتاب يفضح انتهاكات بن سلمان بالوقائع والأدلّة

صدر مؤخّراً في لندن كتابٌ يتناول سيرة محمد بن سلمان والأوضاع الراهنة في السعودية خلال ولاية عهده. الكتاب الذي يحمل عنوان “مؤامرة في القصر” يرفع الستار ـ بحسب توصيف الكاتب ـ عن تفاصيل لم تُكشف من قبل متعلقة بحياة محمد بن سلمان، ويُشبع “فضول” المشاهدين للسعودية عن بعد، حول كل الانتهاكات التي تحصل في السعودية ويتلقّاها العالم الخارجي بصدمة وذهول.

الكاتب ألكسندروس ساريس، محاضر أول في القانون ومنسق تخصص القانون الدولي في كلية إيراسموس الجامعية، يُهدي صفحات كتابه إلى “جمال خاشقجي، الأطفال المقتولين في اليمن، المعتقلين في سجون الاستبداد، وإلى أولئك الذين يناضلون من أجل حرية التعبير في السعودية والشرق الأوسط”.

يجيب الكتاب على التساؤلات الكثيرة عن أسباب الاعتقالات التعسفية التي تحصل بجنونٍ في السعودية، وعن منع أشخاص من السفر دون وجه حق، ويسلّط الضوء على الحرب العبثية التي قادتها السعودية ضد اليمن، كما يتناول جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي.

يحكي الكاتب كيف شكّل وصول محمد بن سلمان “صدمة” حتى للعائلة الحاكمة نفسها، إذ لم يكن متوقّعاً أن يكون بن سلمان ولياً للعهد أو ملكاً، مشيراً إلى توصيف أفراد من العائلة الحاكمة لابن سلمان على أنه “صبي صغير يحب اللعب ويدمن ألعب البلاي ستايشن”.

وفي أحد فصول الكتاب يتناول ساريس “المؤامرة” التي حصلت في القصر عبر التسلسل “الدراماتيكي” الذي حصل وأدّى إلى تولّي بن سلمان ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزارء، ويذكر كيف أطاح بن سلمان بابن عمه محمد بن نايف جانباً واستولى على ولاية العهد، كما يتطرّق إلى حادثة فندق “الريتز كارلتون” وكيف احتجز بن سلمان مئات الرجال من الأمراء والسياسيين مجبراً إياهم على تقديم تنازلات هائلة تحت حجة القضاء على الفساد.

“ولي العهد يعرف دائماً كيف يعرض ثروته وهذا ما فعله حين اشترى في العام 2015 ما يُعتبر أغلى منزل في العالم، وهو منزل لويس الرابع عشر، مقابل 300 مليون دولار”، يسرد الكاتب تفاصيل عن ثروة بن سلمان، مضيفاً أن بن سلمان لم يختم “عرض الترف” بشراء ذلك المنزل، بل اشترى إحدى أغنى اللوحات في التاريخ وهي لوحة لليوناردو دافنشي.

يشرح ألكسندروس ساريس بالتفصيل كيف وظّف بن سلمان “سياسة الخوف والقمع” لبلوغ أهدافه، “السنوات الأخيرة القليلة هي فقط دليل على دموية وسوداوية الأيام التي ستنتج عن عهد بن سلمان”، يقول ضمن أحد المقاطع في الكتاب.

“انتهاكات لحقوق الإنسان، حرب، جريمة، والعمل على تحقيق الحداثة، كلها خصائص حكومة بن سلمان!”، يقول الكاتب في إشارةٍ للتناقضات التي يحملها عهد محمد بن سلمان.

باختصار، يأتي هذا الكتاب اليوم ليفضح ببساطة انتهاكات هائلة يقوم بها بن سلمان، وليعكس نظرة الغرب الحقيقية للنظام السعودي ومحمد بن سلمان تحديداً.