تقارير متفرقةمقالات

الكبتاغون بكل مكان في السعودية.. هل هناك من يكافحه بالفعل؟!

على الرغم من الترويج الذي توحيه السلطات في السعودية أنها متشددة وصارمة جدا بمحاربة تجارة المخدرات، إلا أن المملكة تحولت إلى أكبر سوق في الشرق الأوسط تستقطب أنواعا كثيرة من الكبتاغون والعقاقير المخدرة الأخرى فكيف تدخل تلك الكميات الهائلة وهل هناك جهات رسمية متورطة.

يقول تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من نصف الكبتاغون المضبوط في الشرق الأوسط كان في السعودية، أمر يطرح علامات استفهام كثيرة حول حقيقة أن السلطات السعودية تحارب تجارة المخدرات من عدمها؟

اذ لايمكن أن تغرق الأسواق السعودية بالكبتاغون وغيره، بهذه السهولة دون معرفة السلطات او دون تورطها في تجارة ماتدعي محاربته؟

الكبتاغون انتشر بسرعة بين الشباب، خاصة مع انتشار الفقر وارتفاع نسبة البطالة واستمرار النمو السكاني، وكذلك في ظل اخفاق الحكومة في الايفاء بعهودها للمواطنين وفشل سياساتها على مستوى التخطيط والتنفيذ، بالرغم من وفرة مليارات الدولارات نتيجة ارتفاع أسعار النفط وبالتالي زيادة ارباح السعودية. غير أن أحتكار السلطة واقصاء الشعب عن المشاركة في ادارة ثرواته، بدد تلك الثروة وحرم المواطنين من الاستفادة منها.

وكالة فرانس برس الفرنسية وفي تحقيق نشرته، التقت بعض الشباب في السعودية الذين قدموا افادات تبدو صادمة فيما يخص تعاطي العقاقير المخدرة.

كان الشاب فيصل ، المثقل بالديون بعيد زواجه يكافح لإعالة نفسه وزوجته، قال لوكالة فرانس برس، إنه يجب أن يعمل بثلاث وظائف ليتمكن من سداد ديونه ومتابعة حياته اليومية لذلك فإنه يستعين بحبوب الكبتاغون ليتمكن من الصمود في العمل لساعات طويلة.

حال هذا الشاب كحال كثيرين غيره، يعملون بوظائف مختلفة لساعات طويلة حتى يستطيعون مجاراة متطلبات الحياة، ويجدون في الحبوب المخدرة ضالتهم التي تعينهم على الاستمرار طويلا في العمل دون احساس بالتعب.

سائق شاحنة سوداني ، طلب عدم الكشف عن اسمه ، قال لوكالة فرانس برس إنه لا يستطيع العمل لساعات طويلة دون الحبوب المخدرة
“عندما أضطر إلى القيادة لمدة 10 ساعات في اليوم ، لا يمكنني أن أبقى متيقظًا بدون الأقراص”.

فيما قال عامل بناء مصري ، طلب أيضًا عدم الكشف عن هويته ، إنه أخذ الكبتاغون لأول مرة عن غير قصد ، عندما قام المدير في أحد المواقع بوضعه في الشاي والقهوة للعمال!!
وأضاف “كنا نعمل ساعات إضافية ، ونستفيد مالياً ، وننهي الوظائف في أيام أقل ونفيد صاحب العمل”.

إن التصريحات تلك تكشف ان تعاطي الكبتاغون منتشر على نطاق واسع في البلاد، وتحت مرآى ومسمع السلطات التي تزعم بين فترة وأخرى عن مصادرة مئات ملايين الحبوب المخدرة المخبأة، وفي نفس الوقت لاترى مئات ملايين الحبوب المماثلة التي تباع في الشوارع وأمام المدارس وفي كل مكان.

مراقبون اعتبروا أن سياسات النظام بقيادة محمد بن سلمان، وحديثه عن الانفتاح، والسماح بالمهرجانات وحفلات الرقص والغناء واقامة المواسم الاحتفالية والتقلد بالغرب وأعياده الغريبة عن المجتمع، أتت أكلها في التأثير على الوعي العام خصوصا لدى الشباب والأجيال الناشئة، وستكون مآلات تلك السياسات مزيدا من التفكك للنسيج المجتمعي.

ويجتاح الكبتاغون ومواد أخرى الشرق الأوسط منذ سنوات، وشجع على ظهورها انتشار الحروب في المنطقة. غير أن السعودية كانت أكبر سوق له حتى الآن!!
ليبقى السؤال : هل هناك فعلا من يكافح تحارة المخدرات في السعودية؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى