تقارير متفرقةمقالات

السعودية تنتهك التزاماتها بمراعاة حقوق الطفل

على نقيض تصريحاتها ووعودها، لم تلتزم القيادة السعودية بمراعاة حقوق الطفل، واستمرت في انتهاكاتها بحق الأطفال داخل وخارج الحدود.

وفي اليوم العالمي لحقوق الطفل، ترتفع حدة الانتقادات الدولية الحادة التي تعري السجل الحقوقي المزري للسلطات السعودية، رغم محاولات تلميع صورتها بالإعلان عن بعض الإصلاحات في الأعوام الأخيرة.

عام 2020، أصدرت السلطات أمرًا ملكيًّا يقضي بإنهاء تطبيق حكم الإعدام بحقّ الأحداث (القاصرين) لكن هذا الاعلان تضمن منافذ وثغرات تتيح للقضاة استثناءات عديدة، منها القضايا المرفوعة بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الذي بموجبه أُعدِم الشاب مصطفى هاشم درويش في 15 يونيو 2021، على خلفية جرائم زعم ارتكابه إياها عندما كان عمره 17 عامًا.

وبعد افتضاح الأمر، دفع النظام الحاكم بمؤسساته التابعة له لتبرير تلك الانتهاكات، حيث أصدرت هيئة حقوق الإنسان التابعة للنظام بيانًا نصّ على أنه “لن يتم إعدام أي شخص في السعودية لارتكابه جرائم عندما كان قاصرا”.

وفي محاولة لتبييض صفحة النظام الملطخة بالانتهاكات الجسيمة، وتخفيف حدة الانتقادات الدولية خفف النظام أحكامًا بالإعدام أنزلت سابقًا بحق قاصرين، منهم علي النمر وداوود المرهون وعبدالله الزاهر.
لكنه سرعان ماعاد الى سياساته السابقة واستمر باصدار أحكام أخرى بالإعدام بحق قاصرين كما في حالة القاصر عبد الله الحويطي، على خلفية جرائم يزعم ارتكابه إياها عندما لم يتجاوز عمره 14 عاماً، وكذلك جلال اللباد وغيرهم الكثير.

إن استمرار أحكام الاعدام وازديادها بحق قاصرين وحتى اعتقالهم وزجهم في السجون ومحاكمتهم بمحاكم الارهاب، يدل على استهتار السلطات السعودية، وعدم مراعاتها لحقوق الطفل، والخلط الواضح بين العمل السلمي والعمل العنفي، والأحكام المسيسة والانتقامية ضد معارضيها حتى وإن كانوا من الأطفال.

لم يقتصر انتهاك حقوق الطفل على يد نظام آل سعود في داخل البلاد، بل طال الأطفال في اليمن بشهادة الأمم المتحدة التي دعت السلطات السعودية باحترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وذلك عقب الغارات الجوية المروعة التي نفذتها سلطات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وراح ضحيتها الاف الضحايا نصفهم من الأطفال.

وكان الهجوم الذي طال مدينة ضحيان في محافظة صعدة شمال البلاد، وثلاث غارات جوية منفصلة استهدفت محافظة الحديدة، قد تسببوا بمقتل ما لا يقل عن 67 طفلاً وإصابة العشرات الآخرين، في يوم واحد بحسب مصادر الأمم المتحدة.
من جهتها، أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) انه لايجب ان يتحمل الأطفال عبء الهجمات المروعة، وقالت إن آلاف الاطفال قتلوا في اليمن نتيجة هجمات عنيفة ومعظمها بسبب غارات التحالف السعودي على المناطق والاحياء السكنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى