تقارير خاصةتقارير متفرقةمقالات

منع السفر بعد الإفراج  : تغيير للأصفاد فقط

 لا تنتهي العقوبات التعسفية المفروضة على المعتقلين في سجون آل سعود عند الإفراج عنهم، بل تستمر مع “منع السفر بعد الإفراج”.

معتقلون لا يكفيهم ما عانوا منه خلف القضبان “المسمومة”، حتى عندما يذوقون طعم الحرية، يغدو الوطن بعدها “سجناً”..

عند تصفحك لأخبار المعتقلين في السعودية المفرج عنهم، ليس غريباً أن يطالعك هذا الخبر مثلا:

“على الرغم من إطلاق سراحه بعد أن أمضى في السجن في بلاده عشر سنوات، سيبقى المدون والناشط السعودي رائف بدوي محروماً من السفر لعشرة أعوام حسبما أكد مسؤول سعودي السبت. وتمنع السعودية العديد من النشطاء المفرج عنهم وعائلاتهم من مغادرة المملكة، في ما يعتبر عقاباً جماعياً يجعلهم عرضة لما تسميه منظمات حقوقية تعسفاً من الدولة.” نقلاً عن الوكالة الفرنسية فرنس ٢٤.

  حيث قالت منظمة العفو الدولية:” إن السلطات السعودية تستخدم قرارات منع السفر التعسفية أداةً لمعاقبة الناشطين/ات والكُتّاب والصحفيّين/ات والسيطرة عليهم/ن من خلال حبسهم/ن داخل البلاد، أو في حالة أولئك الذين يعيشون في الخارج، من خلال منع عائلاتهم/ن من السفر إليهم.”

وثّقت المنظمات الحقوقية 30 حالة من المدافعين/ات السعوديين/ات عن حقوق الإنسان ممّن حُكم عليهم/ن بالسجن بعد محاكماتٍ بالغة الجور والظلم، مع دخول منع السفر حيز التنفيذ بمجرد انتهاء مدة عقوبتهم/ن. كما وثّقت 39 حالة لأقارب الناشطين/ات الذين وجدوا أنفسهم/ن – بدون أمرٍ رسمي أو غيره من أشكال الإبلاغ – تحت منع السفر أيضاً، مما أدى فعلياً إلى تفريق العائلات قسرياً”.

أكدت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية لين معلوف أن “استخدام السلطات السعودية التعسفي منع السفر ضد الناشطين/ات والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان يعكس حقيقةً قاتمةً في البلاد، حيث يستمر إسكات الأصوات المعارضة بلا هوادة، بينما يتحدث الرؤساء عن الإصلاح التدريجي”، مضيفة:“لقد أصبح الناشطون/ات الذين واللواتي تجرّأوا وتجرّأن على التعبير عن أي شكلٍ من أشكال النقد أو الرأي، لا يروق لسلطات البلاد، ضحايا لمنع سفرٍ غير قانوني وعقابي يقيد فعلياً حريتهم/ن في التنقل، ويؤثر على القرارات الأساسية في حياتهم/ن”؟ مطالبة السلطات السعودية ب” رفع جميع أشكال منع السفر التعسفي، ووقف هذه الممارسة الانتقامية، والبدء في احترام الحق في حرية التعبير، وحرية الحركة والتنقل “.

 منظمة العفو الدولية تحدّث مع ثمانية ناشطين/ات سعوديين/ات، ممّن فُرض عليهم/ن منع سفرٍ تعسفي، أو مُنع أفراد عائلاتهم/ن من السفر خارج السعودية، واجمع أولئك الناشطون/ات المقيمون/ات في الخارج على أن “الأثر العاطفي عليهم/ن كان وخيماً، لأنهم/ن غير قادرين على رؤية أسرهم/ن، أو زيارة وطنهم/ن. فهُم يخشون التعرّض للاعتقال والاحتجاز بشكلٍ تعسفي إذا ما عادوا وعُدنَ إلى السعودية.”

“عبد الرحمن السدحان” واحد ممن “يرون الموت ألف مرة في الثانية الواحدة”، كان يعمل مع الشبكة الإنسانية للهلال الأحمر الدولي في الرياض، اعتُقل في 12 مارس/آذار 2018، ثم احتُجز بمعزلٍ عن العالم الخارجي، وأُخفيَ قسرياً لمدة عامَين، بسبب اتهامه بتشغيل حسابٍ ساخرٍ على تويتر. وفي 5 أبريل/نيسان 2020، حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً، على أن يليها منعُ سفرٍ لمدة 20 عاماً، لمجرد ممارسته حقّه في حرية التعبير. ولا يزال الرجلُ رهن الاحتجاز حتى اليوم، محروماً من الرعاية الطبية المناسبة، والاتصال المنتظم بعائلته.

ووفقاً لتقارير صحفية، أصدرَت السلطات السعودية أيضاً قراراتٍ بمنع سفر نحو 300 شخصٍ من المعنيين بحملة الاعتقالات في فندق ريتز كارلتون في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ومن بينهم أفرادٌ من العائلة المالكة السعودية، بمن فيهم ما لا يقل عن 85 فرداً من أبناء وأحفاد وأبناء أحفاد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، أصدرَت منظمة مبادرة الحرية The Freedom Initiative تقريراً بشأن ما لا يقل عن 89 “شخصاً من الولايات المتحدة الأمريكية” (إما مواطنين/ات أمريكيين/ات أو حاصلين/ات على إقامةٍ دائمةٍ في الولايات المتحدة بصورةٍ قانونية) من المحتجزين/ات في السعودية أو الممنوعين/ات من مغادرتها.”

لحكم منع السفر عواقب وخيمة كبرى على حياة الأشخاص المتضرّرين/ات منه،  فقد يتسبب بفقدان الفرص التعليمية أو المهنية في الخارج، “ويقيِّد قدرتهم/ن على طلب الرعاية الصحية خارج المملكة، الأمر الذي يضرُّ بصحتهم/ن الجسدية والنفسية، ويؤدّي إلى فصل أفراد العائلات بعضهم/ن عن بعضٍ لسنوات. وعلاوةً على ذلك، فإن لمناخ الخوف والقمع تأثيراً وخيماً على النشطاء والناشطات السعوديّين/ات في المنفى، لأنهم/ن يتجنّبون ويتجنّبن العودة إلى بلدهم/ن خوفاً من التعرض للانتقام أو لمنع السفر الذي من شأنه أن يبقيهم/ن حبيسي/ات المملكة ويمنعهم/ن من العودة إلى بلدان إقامتهم/ن، ناهيك عن خوفهم/ن من تعرّض أفراد عائلاتهم/ن الموجودين/ات داخل البلاد للاستهداف انتقاماً من نشاطهم/ن وهم/ن في الخارج”.

 

فالشعب السعودي المحروم يستحق “الحرية”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى