أخبارمقالات

26 ألف طبيب بلا عمل مقابل 40 ألف طبيب أجنبي في السعودية!

لماذا ندرس الطب ولا وظائف لنا؟

إنه السؤال الذي لا يفارق خريجي وطلاب كليات الطب في السعودية، في ظل الواقع الذي فرضته وزارة الصحة ومن ورائها ممن يتلطون وراء ستار التصريحات الزائفة بأن البطالة تنخفض وأن هناك اهتمام خاص بكليات الطب وخرّيجيها.

إلا أن إحصاءً حديثاً صدر عن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، يؤكد ارتفاع نسب البطالة بين الأطباء، سواء أطباء الصحة العامّة أو أطباء الأسنان حديثي التخرج، وهو ما يعدّ مؤشراً خطيراً جداً.

وكشف إحصاء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، أن عدد الأطباء السعوديين الباحثين عن عمل، والمصنّفين مهنياَ من الهيئة بلغ 5967 طبيباً، فيما إجمالي عدد الطلاب المسجّلين في كليات الطب داخل المملكة من الجنسين بلغ 26216، ومن المتوقع أن يتخرّج منهم 20436‪ نهاية العام الحالي 202‪2، بمعنى أنه سيكون هناك أكثر من 26 ألف خريج من كلية الطب عاطلون عن العمل مع بداية 202‪3.

 

نسبة الأطباء السعوديين العاملين

على الرغم من توفر الأطباء السعوديين، لم توقف وزارة الصحة استقطاب آلاف الأطباء الأجانب.

مقابل أكثر من 40 ألف طبيب أجنبي عامل في السعودية في طب الأسرة يوجد نحو 10 آلاف طبيب سعودي عامل فقط، في وقت يجلس أكثر من 26 ألف طبيب خريج عاطل عن العمل في منازلهم يستجدون وزارة الصحة، فأي مفارقة تلك؟

 

دور وزارة الصحة

لم تراعي الوزارة الأطباء السعوديين والخريجين الجدد، فهي لم توظّفهم ولم توقف استقطاب الأطباء الأجانب أو تحد من نسبتهم على الأقل، والسبب جاء في ردود غير مقنعة من كبار المسؤولين في وزارة الصحة؛ وهو أنه لا خبرة للأطباء المحليين، فكيف تُكتسب الخبرة إذا لم تتح الفرصة للتدرّب؟

وإذا كانت الحكومة السعودية مهتمة بتطوير القطاع الصحي وإعداد كوادر وطنية، لماذا تغيّر توجهها منذ عام 201‪7، وتحديداً مع إطلاق محمد بن سلمان رؤية 203‪0،

حيث توقفت قرارات التوظيف لكل خريج من كليات الطب، كما توقفت سياسة صرف راتب شهري لكل طبيب متخرج متدرب يعمل في أحد المستشفيات الحكومية؟!

 

نقص شديد في الكوادر الطبية

رئيس لجنة عمداء كليات الطب في السعودية الدكتور محمود الأحول أكد لصحيفة رسمية، وجود نقص شديد في كوادر الأطباء في الطب البشري، خاصة بعض التخصصات كطب الأسرة، فأطباء الأسرة في العالم يمثلون 40-50% من مجموع الأطباء في كل دولة، في حين تبلغ نسبتهم في السعودية 5% من مجموع الأطباء، مشيراً إلى وجود فجوة كبيرة في تخصص طب الأسرة في البلاد، سواء كان الأطباء سعوديين أو غير سعوديين.

ويقول الأحول إن كليات الطب في السعودية لا تخرّج أطباء طب أسرة، وهي من التخصصات المطلوبة، فلماذا لم تعمد وزارة الصحة إلى إيجاد وتوسيع هذا التخصص بالتعاون مع هيئة التخصصات الصحية والجامعات، لزيادة خرجي أطباء طب الأسرة وبرامج الدراسات العليا لهذا التخصص.

 

أطباء على الورق

مشاكل أخرى أيضاً توضح حجم الإهمال والتقاعس الحكومي تجاه القطاع الصحي وخريجي كليات الطب، يتمثل في أن 50% من كليات الطب الحكومية في السعودية ناشئة، وهي تعادل تقريباً 17 من عدد كليات الطب البشري الحكومية والخاصة، والبالغ عددها الإجمالي 37 كلية، منها 8 كليات خاصة، فبعض هذه الكليات لم تخرّج أطباء حتى الآن، والبعض الآخر لم تقبل طالبات ليتخرجن طبيبات في المستقبل، بسبب نقص كوادر أعضاء هيئة التدريس، والأهم من كل هذا عدم وجود مستشفيات جامعية تابعة لكليات الطب الناشئة لتدريب الطلاب، فكيف يسمح بإنشاء كليات طب بدون مستشفيات تابعة لها لتدريب الكوادر، هل المطلوب تخريج أطباء على الورق دون تدريب لاستخدامهم كأرقام ضمن إنجازات رؤية 2030؟!

 

أطباء الأسنان طي النسيان

خرّيجو طب الأسنان، ليسوا أفضل حالاً من زملائهم وزميلاتهم من خريجي الطب البشري، وما زالوا ينتظرون حلاً عاجلاً للوضع القائم والقاتم، يكون حلاً دائماً لعطالتهم، فمعدل البطالة لخريجي طب الأسنان في ارتفاع، وعيادات وزارة الصحة ما زالت تستقدم

الأطباء الأجانب، رغم تعهد وزير الصحة أمام خريجي الدفعة الـ20 من هيئة التخصصات الصحية، بالقضاء على بطالة خريجي طب الأسنان في المملكة، من خلال توصل وزارة الصحة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية إلى اتفاق يقضي بمنع الاستقدام من الخارج في تخصص طب الأسنان، فكيف يطالب معالي الوزير بمنع استقدام أطباء الأسنان من الخارج، وعيادات وزارة الصحة مليئة بغير الأطباء السعوديين وما زال يسمح باستقطاب المزيد؟

المشكلة واضحة كالشمس في كبد السماء، هناك تقصير شديد وفشل ذريع لجميع خطط وزارة الصحة لاستيعاب الخريجين في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة، ما يؤكد كذلك أن هناك خللاً في سياسات وخطط التوظيف على أعلى المستويات.

فهل ستكون هناك محاسبة للمقصرين ممن أضاعوا حقوق الشباب، في دولة تصنفها منظمات حقوق الإنسان دولةً بوليسية قمعية بامتياز؟

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى