تقارير متفرقةمقالات

هيومن رايتس ووتش: على السعودية وقف انتهاكاتها بحق المهاجرين التيغراي

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية السلطات السعودية بممارسة انتهاكاتٍ مروّعة بحق المهاجرين التيغراي المحتجزين في السعودية. وكان هؤلاء التيغرانيون من بين عشرات الآلاف من المهاجرين الإثيوبيين والأفارقة وغيرهم من الباحثين عن عمل في السعودية.

وقالت المنظمة في بيان إنها سجلت تجاوزاتٍ عرقيّة وسوء معاملة ضد المهاجرين المطرودين، بينما تشهد منطقة تيغراي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نزاعاً مسلحاً بين الحكومة الفدرالية الإثيوبية ومتمرّدين من السلطات الإقليمية السابقة.

وأكدت المنظمة الحقوقية أن تيغيرانيين عُزلوا واحتجزوا عند وصولهم للسعودية، ومُنع آخرون من العودة إلى بلادهم بعد التعرّف عليهم أثناء عمليّات تدقيق في الهويات على الطرق أو في المطارات، ثم نُقلوا إلى مراكز احتجاز.

وطالبت “هيومن رايتس ووتش” السعودية بوقف ترحيل المهاجرين التيغرانيين، وتوفير الحماية لهم لأنهم معرضون للخطر فور وصولهم لإثيوبيا.

وروى شهود عيان من المهاجرين أن السعودية تحتجز هؤلاء المهاجرين قبل ترحيلهم، لفترات تمتد من ستة أشهر إلى ستة أعوام، في مرافق احتجاز رسمية وغير رسمية في أنحاء السعودية.

الشهود أكدوا تعرضهم للضرب وظروف الاكتظاظ، ووصفوا بشكلٍ متسق ظروف الصرف الصحي الفظيعة، وعدم كفاية الفراش والطعام والماء والرعاية الطبية.

ولم تسمح السلطات السعودية لهم بالخروج وعانوا من مشاكل جلدية خطيرة بسبب الظروف غير الصحية.

وعند تقديمهم شكاوى عن سوء المعاملة يقوم حراس السجن بضربهم بالقضبان.

ومن ضمن الانتهاكات الجسيمة كان الحراس يخرجونهم من زنازينهم، ويجبرونهم على التعرّي، والوقوف أو الركوع أثناء تعرضهم للضرب.

منظمات حقوقية عدة قالت إن السلطات السعودية اعتقلت المهاجرين التيغرانيين وغيرهم من الأفارقة، وكذلك اليمنيين، واحتجزتهم ولم تقدم المبررات القانونية لاحتجازهم، ولم تسمح لهم بتوكيل محام أو الطعن في احتجازهم في انتهاك فاضح للقانون الدولي.

عشرات السجون ومراكز الاحتجاز في السعودية احتُجز فيها مهاجرون لفترات مختلفة في ظروف مزدحمة وغير صحية ومسيئة. وصف جميع التغرانيون المرحّلون الذين قابلتهم “هيومن رايتس ووتش”، وغيرها من المنظمات ظروفاً مروعة في مراكز احتجاز رسمية وغير رسمية في مدن أبها وحدّة وجيزان وجدة.

وها هي اليوم السلطات السعودية تتعاون مع سلطات إثيوبيا لتعميم سياسة القمع، عبر ترحيل نحو 40 ألف مهاجر تيغراني وهي تعلم ما سيتعرضون لهم من انتهاكات خطيرة فور وصولهم.

كان الأجدى بالسعودية أن تتعاون مع مجلس حقوق الإنسان والمؤسسات الأممية المعنية بشؤون اللاجئين، بالاضافة للتعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية، لتوفير الحماية لهؤلاء المستضعفين في بلادهم، لكنها اختارت الأسلوب الذي تعرفه وتحفظه عن ظهر قلب، وهو القمع المفرط بلا هوادة، فمن يمارسه بحق أبناء بلده دون أن يرف له جفن، يسهل عليه ممارسته بحق الشعوب المختلفة.

يذكر أن منظمات حقوقية ووسائل إعلام يمنية كشفت قبل أشهر عن عمليات تصفية جسدية تقوم بها بصمت قوات سعودية بحق مئات المهاجرين الأفارقة على الحدود اليمنية السعودية.

ووثقت المشاهد مقابر جماعية وجثث بالجملة لمهاجرين أفارقة ويمنيين قتلوا بطرق وحشية من قبل القوات السعودية المتمركزة على الحدود مع اليمن.

وهكذا تستمر آلة القمع السعودية دون رادع، بتصدير الموت والتعذيب من اليمن إلى الداخل السعودي وصولاً إلى بلدان أخرى، من خلال التوقيع على مذكرات تفاهم تتقاسم فيها الأنظمة الاستبدادية أدوار القمع وممارسة الانتهاكات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى