تقارير متفرقةمقالات

قاض أميركي: تورّط ابن سلمان بقتل خاشقجي مؤكد لكن بايدن وفر الحصانة له

 المصلحة فوق العدالة وفوق الأخلاق والمبادئ وأي شيء آخر. هذا هو الشعار الحقيقي الذي تعمل به الولايات المتحدة التي تتشدق بأنها تدافع عن الديموقراطية والحرية في العالم وتنتصر للمستضعفين، لكنها ومن تحت الطاولة تمنح القتلة والديكتاتوريين الأمان بعد ارتكاب جرائمهم وتعقد معهم الصفقات بالمليارات، وكأنها تقول لهم امضوا وارتكبوا المزيد فأنتم في حمايتي!

كان متوقعاً بعد منح إدارة الرئيس جو بايدن الحصانة لمحمد بن سلمان، أنه محاكمة هذا المتهم ستنتهي قبل أن تبدأ.

وها هي المحكمة الأميركية، ترفض دعوى لمحاكمة محمد بن سلمان المتهم في جناية قتل المعارض والصحافي السعودي السابق جمال خاشقجي.

القاضي جون بيتس، قال إن اتخاذ القرار “غير سهل” لكن بن سلمان يتمتع بحصانة سيادية، بوصفه زعيماً (رئيس وزراء) دولة مستقلة.

ووصف بيتس المزاعم بتورّط بن سلمان في القضية بأنها “ذات مصداقية”، لكنه أضاف أنه لا يمتلك السلطة الكافية، لإلغاء قرار الإدارة الأميركية بتوفير الحصانة له.

وكانت الإدارة الأميركية قد منحت الحصانة لابن سلمان قبل نحو ثلاثة أسابيع.

القاضي بيتس أكد في قرار الحكم الذي جاء في 29 صفحة أن المزاعم التي يعتد بها بخصوص جريمة القتل، وتوقيت إعلان بن سلمان رئيساً لوزراء المملكة، علاوة على توقيت إرسال الإدارة الأميركية بيانها الرسمي بتمتّعه بالحصانة، كلها جعلته “غير مرتاح” في اتخاذه للقرار، لكنه لا يملك أي شيء آخر ليفعله إزاء موضوع الحصانة.

وأضاف أنه لا يملك أن يتجاوز الموقف الرسمي للإدارة الأميركية، والذي جاء مضمّناً أوراق القضية، والذي وصل في السابع عشر من الشهر الماضي، على الرغم من أن بن سلمان لم يصبح رئيساً للوزراء في السعودية إلا قبل بضعة أسابيع.

ومع صدور قرار المحكمة، عبّر نشطاء عن صدمتهم، وقال خالد الجابري، وهو طبيب ومعارض يقيم في الولايات المتحدة، ونجل سعد الجابري المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية ـ قال ـ إن “اليوم يوم أسود لضحايا القمع الدولي”.

وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن “وضع المعارضين في خطر أكبر بعدما أوضح للحكام الديكتاتوريين، أن سياسته الخاصة بحقوق الإنسان ليست سوى مجرد هواء ساخن”.

وكانت منظمات حقوقية محلية ودولية عبرت عن خشيتها من أن يشجّع هذا القرار ابن سلمان على ارتكاب المزيد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والمزيد من الجرائم المروعة، تماماً كجريمة قتل خاشقجي الوحشية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى