أخبارتقارير خاصةمقالات

الشعب يرد على فيصل بن فرحان: عن أي رفاهية تتحدث؟

من برجٍ عاجي حيث الترف والرفاهية أطلق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، تصريحاتٍ استفزّت الشعب في السعودية، حين قال خلال جلسة حوارية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، إن “الأولوية هي لرفاهية الشعب السعودي وتحقيق نمو مستدام”.

التصريح هذا يعكس حجم الهوة بين المسؤول والمواطن. هوّةٌ في ازدياد ككرة الثلج المتدحرجة، انعكست من خلال الردود الشعبية الكثيرة التي نددت بتلك التصريحات، وأوضحت أنها لا تمت للواقع بصلة.

المفاجأة كانت بالأعداد غير المسبوقة من المواطنين الذين رفضوا تلك التصريحات، وردّوا على الوزير ونشروا جزءاً من معاناتهم وأوصلوا صوت الحقيقة.

والأهم من كل هذا أن المواطنين كسروا حاجز الخوف الذي رسمه النظام لكمّ الأفواه بالقمع والاعتقال، وملاحقة الناشطين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، فالحال لم تعد تُطاق والمعاناة في ازدياد والحكومة تكتفي بالمراقبة، وتصرّح بما لا يعكس الواقع ولا يعبّر عن هموم المواطنين ومشاكلهم.

أثناء متابعة تفاعل المواطنين مع التصريحات، رصدنا عدداً من الردود، وكان منها:

محمد الشهري الذي قال للوزير: “خلّك من الرفاهية الي مستفيد منها عيالك وعيال التجّار وعيال الطبقة المخملية، وفّر وظائف مناسبة للمواطن (السعودي) الي هو أولى كلياً وحتمياً من أي شخص غيره. درّبه وعلّمه وتبنّاه حرفياً، وسيذهلك بقدراته. والأهم برواتب تنافسية، الرواتب نفسها في المملكة ما تغيرت من 13 سنه رغم التضخم”.

مواطن ثانٍ علّق قائلاً: “‏‎وقسم بالله الوضع الاقتصادي للكثير من الناس والمتقاعدين أصبح كارثي بدرجة كبيرة جداً، التضخّم الكبير، التهام الرواتب القليلة، أصبحنا نشاهد طلب السلف بكثرة  لناس كانو من متوسطي الدخل، الأسعار تضاعفت 300% والرواتب مثل ماهي وضريبة 15%”.

مواطن آخر قال: “رفاهية المواطن السعودي أن يحصل على وظيفة يمنح فيها نفس أو أكثر من راتب ومزايا الموظفين الأجانب، إذا تساوت المؤهلات أو كان السعودي أكثر كفاءة وأفضل مؤهلات من الأجانب،  كما كان ينصّ عليه نظام العمل سابقاً”.

محمد الهذلي اعتبر أنّ “رفاهية المواطن تتمثّل في توفير العمل للشباب الجامعيين، وهذا العمل يكون برواتب مجزية. كثير من الشباب يعانون من البطالة”.

نور بدورها علقت: “ضريبة وغلاء أسعار وغرامات وين الرفاهية بالموضوع؟ الرفاهية ان المواطن ما يكون عليه ديون طول عمره ولا غرامات ولا ضريبة ولا غلاء أسعار بدون رقابة على جشع بعض التجار”.

مواطن آخر قال أيضاً: “الرفاهية أن أعيش بكرامة، أتخرّج من الجامعة وأجد وظيفة تناسب تخصصي، إذا ما تم حل البطالة الآن فكيف ستحلّونها في المستقبل والعدد في كل سنة يتضاعف، أي رفاهية تتحدثون عنها؟”.

المغرد فهد الغفيلي كتب: “إن وزير الخارجية يقول الأولوية لرفاهية الشعب السعودي!!

كيف تأتي الرفاهية، ولا يزال المواطن يبحث عن:

ـ وظيفة براتب مناسب

– سكن يأويه وعائلته

– إلغاء الضرائب أو تخفيضها

إطلاق التصريحات الكاذبة لم يعد ينطلي على المواطن”.

تلك عيّنة بسيطة من الردود الموضوعية التي توضح مدى وعي الشعب لما يدور حوله من أحداث، وأنه لم يعد ينخدع بتصريحاتٍ فارغة تقدّم وعوداً واهية.

الشعب اليوم بانتظار تصريحاتٍ على قدر المسؤولية وتناسب المرحلة، وتوضح ماهية الحلول للأزمات التي تعصف بهم، تصريحات تلامس معاناتهم ومن وحي الحقيقة والواقع لا الخيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى