أخبارتقارير خاصةمقالات

سعوديٌ نقلته “الشكوى” من أمام المستشفى إلى داخل السجن!

اعتقلت السلطات السعودية مواطناً بعد أن انتشر مقطع فيديو مصوّر له، يشتكي فيه من عدم وجود أماكن في ثلاجات الموتى التابعة لإحدى المستشفيات.

وفي المقطع المصوّر يظهر المواطن، الذي تعلو وجهه علامات الاستياء، واقفاً وخلفه سيارة صندوقها الخلفي مفتوح وداخله جثة العامل الباكستاني الذي كان يعمل لديه، ويناشد الرجل الجهات الرسمية مساعدته والاستماع لشكواه، بعد أن رفضت المستشفى وضع الجثة في ثلاجة الموتى بحجة عدم وجود أماكن.

السلطات السعودية اعتقلت المواطن بعد انتشار المقطع، زاعمةً تعمّده “الإساءة لمنشأة حكومية”.

القطاع الصحي في السعودية يواجه مشاكل عدة، منها نقص عدد الأسرّة في المستشفيات ونقص الأطباء، بالإضافة إلى تزايد الوفيات بسبب أخطاء طبية ناتجة عن قلة الخبرة والاعتماد على العمالة الأجنبية دون التأكد من كفاءتها.

وقد سجّلت الإحصاءات الأخيرة انخفاضاً حاداً في عدد أسرّة المستشفيات مقارنة بعدد السكان، ففي الوقت الذي يحدّد المعدل العالمي 7 أسرّة لكل ألف نسمة كحد أقصى و3 أسرّة كحدّ أدنى، يوجد في السعودية سرير واحد لكل ألف نسمة.

ليس مستغرباً في ظل تردّي القطاع الصحي أن تتعالى صرخات المواطنين المطالبة بإنقاذ قطاعٍ أساسي لا يجوز إهماله، لكنّ السلطات السعودية تتعمّد تجاهل الأزمات والتعتيم عليها.

حادثة الاعتقال هذه ليست الأولى من نوعها، فعشرات المواطنين السعوديين تعرّضوا للاعتقال بسبب “شكوى”، بعد أن تكلّموا بوضوح عن مشكلة واجهتهم أو عن واقعٍ سيءٍ يعانون منه (كالبطالة).

والاعتقال التعسفي وسيلة يستخدمها النظام السعودي لإسكات أي صوتٍ لا يريد له الخروج إلى العلن، ولإخافة كل من ينوي أن يرفع صوته بوجه الظلم والفساد والاستبداد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى