أخبارتقارير متفرقةمقالات

الحكم على جاسوس في تويتر كشف هوية معارضين للسعودية

أصدرت محكمة اتحادية أميركية في سان فرانسيسكو حكماً بالسجن على أميركي ثلاثة أعوام ونص بعد إدانته بالتجسس لصالح السعودية.

ممثلو الادعاء ذكروا أنه منذ 2014، كان موظف تويتر الأميركي من أصل لبناني أحمد أبو عمو يتلقى رشاوى من بدر العساكر، المستشار المقرب من محمد بن سلمان.

وأضاف ممثلو الادعاء أن بدر استطاع تجنيد أحمد أبو عمو للوصول إلى حسابات “تويتر” والبحث عن معلومات شخصية عن المعارضين السعوديين، حيث يزعم أن هذه الحسابات تضمنت حساب “مجتهد”، الشهير الذي كسب ملايين المتابعين على تويتر واتهم العائلة المالكة السعودية بالفساد وغيره من الجرائم.

وتأكدت المحكمة أن أبو عمو تلقى ما لا يقل عن 300 ألف دولار وساعة فاخرة بسعر 20 ألف دولار من بدر العساكر، وأخفى الأموال بإيداعها في حساب أحد أقاربه في لبنان وثم تحويلها إلى حسابه الخاص في الولايات المتحدة.

وكانت المحكمة وجهت الاتهام إلى أحمد أبو عمو وعلي الزبارة الموظفين السابقَين في شركة “تويتر” وشخص آخر  بالتجسّس معا لصالح الحكومة السعودية والعائلة المالكة من أجل كشف هويات أصحاب حسابات معارضة على تويتر.

علي الزبارة كان مهندسا في تويتر ، وأصبح جاسوسا أكثر إنتاجية بالنسبة لـ”العساكر” والنظام السعودي؛ حيث يُزعم أنه كان يتعقب المعارضين السعوديين في الخارج، ويقدم عنوان بروتوكول الإنترنت الخاصة بهم، والتي يمكن أن تكشف عن مواقعهم.

الزبارة الذي لا يزال على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، تمكن من الفرار وبعد وصوله إلى السعودية تم تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة “مسك”!

وبحسب لائحة الاتّهام فإن الأشخاص الثلاثة كانوا ينفّذون توجيهات بدر العساكر ويعمل لصالح شخص أطلق عليه المحققون اسم “عضو العائلة المالكة-1”. وقد أفادت صحيفة واشنطن بوست، بأنه محمد بن سلمان.

 

لماذا تتجسس السعودية على تويتر

تعتبر منصة “تويتر” ساحة لحملة القمع السعودية بحق المعارضين؛ حيث يستخدم هذا المنصة ما يقرب من 10 ملايين شخص في السعودية.

وبواسطة العملاء في تويتر تمكن النظام السعودي من الوصول الى هوية الأشخاص الذين يستخدمون حسابات باسماء مستعارة، للتعبير عن الرأي وانتقاد السياسات الخاطئة للحكومة السعودية، لأنه من غير المسموح ان تتحدث بحرية باسمك الحقيقي في دولة تقمع مواطنيها بلا هوادة.

 “عبدالرحمن السدحان”، كان أحد ضحايا عمليات التجسس، وبعد كشف هويته اعتقلته السلطات السعودية عام 2018 بتهمة إدارة حساب ساخر على “تويتر”.

وحكمت محكمة الإرهاب على  “عبدالرحمن”، الذي ينشط في مجال الإغاثة، بالسجن 20 عاما، مع حظر سفر لمدة 20 عاما.

منذ ذلك الحين، أصبح موقع “تويتر” في السعودية ساحة للحكومة لممارسة الدعاية، وتتبع أفكار المعارضين، وتحديد ضحايا فريق الملاحقة التابع شخصيا لـ”بن سلمان”.

هذا الفريق لاحق المعارضين والمقيمين في المنفى، الذين أفادوا عن تعرضهم لمضايقات مستمرة وتهديدات بالقتل ومحاولات اختراق حساباتهم.

“علي الأحمد”، المعارض السعودي المقيم في واشنطن، والذي يقاضي “تويتر” لفشله في حماية حسابه من الجواسيس السعوديين، قال: “في السعودية، حيث لا توجد وسائل إعلام مستقلة، بدت وسائل التواصل الاجتماعي في البداية عامل توازن كبير، لكن هذا لم يدم طويلا”، ولم يعد تويتر مكانا مريحا للتعبير عن الرأي.

السعودية تمكنت من شراء أسهم في تويتر وهو ما تسبب في فقدان المصداقية بهذا الموقع.

وهناك الكثير الذين تعرضوا للملاحقة ومحاولات اختراق حساباتهم، ولا يمكن للعالم أن ينسى كيف قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول على يد فريق الملاحقة والقتل التابع لمحمد بن سلمان، الذي كان يخطط لمزيد من عمليات الخطف والتصفية بحق معارضين في الخارج بعد تحديد هوياتهم وأماكن اقامتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى