تقارير متفرقةمقالات

محمد بن سلمان على مؤشر طاغية العالم لعام 202‪2

أُدرج محمد بن سلمان ضمن القائمة المختصرة لاستطلاع مؤشر الرقابة الدولي، حول طاغية العام2022 ، الذي تجريه مؤسسة “إندكس أون سينسور شيب”وهي مؤسسة دولية بحثية مستقلة.

وتهدف “إندكس” من خلال هذا الاستطلاع السنوي، إلى لفت انتباه الرأي العام إلى المعتقلين المضطهدين من المُدافعين عن حقوق الإنسان والفنانين والصحفيين وأصحاب الرأي، الذين اعتقلوا بسبب آرائهم، وإلى أولئك الذين يضطهدونهم.

” إيما ساندفيك لينغ” مديرة الشراكات في مؤسسة “إندكس أون سينسور شيب” قالت إن محمد بن سلمان، البالغ من العمر 37 عامًا فقط ، هو أصغر الطغاة في قائمتنا. لذلك لديه القدرة على تقديم نظام قمعي لعقود قادمة!

 

انتهاكات ابن سلمان

منذ أصبح وزيرا للدفاع في عام 2015، قاد ابن سلمان عدوانا على اليمن وشعبه، واركتبت القوات الغازية مجازر جماعية وجرائم حرب، ووضعت الأمم المتحدة السعودية على القائمة السوداء لمنتهكي حياة الأطفال وحقوقهم، بسبب قتلها آلاف الأطفال اليمنيين، بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي للمدن والقرى والمنازل وصالات الافراح والتعزية.

بقيت السعودية ضمن القائمة السوداء لمدة 3 سنوات متتالية، حتى استطاعت من خلال الضغوط السياسية إزالة اسمها.

وتعليقا على تغاضي الأمم المتحدة عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها السعودية في اليمن، قال جو بيكر مدير الدفاع عن حقوق الأطفال في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الأمين العام للأمم المتحدة يضيف مستوى جديدا من العار من خلال إزالة السعودية وتجاهل أدلة الأمم المتحدة المتعلقة باستمرار الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في اليمن.

 

الاعدامات

شهدت فترة حكم ابن سلمان تصعيداً غير مسبوق في عمليات الإعدام لاسيما بحق معتقلي الرأي، حيث تم إعدام 1000 شخص‪ حتى 31 أكتوبر الماضي بين (2015- 2022)  وهناك نحو 74 شخصا مهددون بالإعدام في أية لحظة من بينهم 9 قاصرين.

وأوضحت منظمة إندكس أنه بينما تلتزم  السعودية بالترويج لصورة أكثر ليبرالية وعالمية، لا يزال أولئك الذين يدعون إلى حرية التعبير يواجهون عقوبات قاسية.

في أكتوبر / تشرين الأول، حُكم على ثلاثة أفراد من قبيلة الحويطي بالإعدام لمقاومتهم الإخلاء الناجم عن مشروع نيوم الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار .

في غضون ذلك، حكم على الطالبة في جامعة ليدز، سلمى الشهاب، بالسجن 34 عامًا لإعادة تغريدها، تغريدات ناشطين سعوديين.

ونورة القحطاني بالسجن 45 عاماً بسبب تغريدات لها أيضاً، وغيرهما الكثير من النساء.

في 12 مارس، أُعدم 81 رجلاً بتهمة “الإرهاب والفكر المتطرف” ، بما في ذلك 41 شخصاً ممن شاركوا في مظاهرات سلمية مناهضة للحكومة في عام 2011.

و تستمر حملات القمع والاعتقالات التي تستهدف الرجال والنساء، من رجال الدين، والأكاديميين، والنشطاء، والكتاب، والصحفيين، كما تستمر المحاكمات الجائرة المطولة لعدة سنوات، مثل محاكمة الداعية المعروف سلمان العودة والباحث علي العمري وغيرهم أسماء كثيرة.

ويعمد القضاء كذلك إلى إعادة محاكمة معتقلي الرأي بالتزامن مع انتهاء محكومايتهم السابقة، على خلفية تهم ملفقة.

وفي 28 يوليو 2017، شنت القوات السعودية هجوما عسكريا أمنيا على العوامية وهدمت أحياء من بينها حي المسورة وشردت الآلاف نتيجة حملة القمع الوحشي، على خلفية الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت المنطقة للمطالبة بالاصلاح والعدالة والمساواة ووقف التمييز المناطقي والطائفي فيما وصفت الأمم المتحدة ما حصل في العوامية بالتهجير القسري.

ومما يزيد الطين بلة تقول مؤسسة إندكس، إن سلوك بن سلمان يبدو أنه يتم التسامح معه، على المستوى الدولي.

ففي نوفمبر 2022، منحت وزارة الخارجية الأمريكية محمد بن سلمان حصانة دبلوماسية من الملاحقة القضائية على الاغتيال الوحشي للصحفي جمال خاشقجي، على الرغم من تأكيدات الرئيس بايدن المتكررة بأنه سيحاسب ابن سلمان على تورطه.

وبينما يراقب العالم بصمت، يواصل محمد بن سلمان ممارسة السلطة بطرق مروعة. ومن المرجح أن يستمر حكمه في تقييد الحريات الأساسية في السعودية وخارجها.

فهل سيفوز محمد بن سلمان بلقب “طاغية العام”، كأكثر المُستبدين والأشد قمعاً للمعارضين في عام 2022؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى