تقارير متفرقةمقالات

الغارديان: السعودية تدفع مئات ملايين الدولارات لتبييض صورتها

لا يخفى على أحد، الصفقات المشبوهة التي تبرمها السعودية مع شركات علاقات عامة أجنبية خاصة الأميركية منها، بهدف تبييض صورتها وسجلّها الحافل بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، والتي كانت ذروتها عام2018  بعد جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي بطريقة مروعة على يد فريق أمني يديره محمد بن سلمان شخصياً.

مهمة تلك الشركات خلق صورة جديدة عن السعودية، مغايرة تماماً للصورة الحقيقية والواقع داخل البلاد.

أما جديد تلك الصفقات، كشفت عنه صحيفة “الغارديان” البريطانية، التي أفادت أن شركة العلاقات العامة الأميركية إيدلمان (Edelman) تلقّت حوالي 10 ملايين دولار جديدة، لمساعدة السعودية في تنظيف صورتها الملطّخة أمام الرأي العام العالمي.

واستغربت الغارديان كيف وقّع ريتشارد إيدلمان الرئيس التنفيذي للشركة، صفقات مع المملكة لتطهير صورتها، كونه يعد ناشطاً رائدًا ضد التعامل مع الأنظمة الاستبدادية!

واعتبرت الصحيفة أن إيدلمان فشل في أخذ نصيحته، وفضّل التعامل مع الأنظمة الاستبدادية بسبب المال المربح مع السعودية ومع ولي عهدها محمد بن سلمان. مقابل إعادة تأهيل سمعة الأخير في الولايات المتحدة.

من مهام شركة إيدلمان:

  • التوجه للجماهير الأميركية
  • إرسال بيانات صحفية منتظمة تحتفي بموضوعات عن السعودية مثل دمج المرأة في الأعمال التجارية ومضاعفة الجهود لتمكين النساء والشباب.
  • الترويج لمشاريع ابن سلمان مثل مدينة نيوم.

الشركة وقعت كذلك عقداً بنحو مليون دولار لتزويد وزارة الثقافة السعودية بـ “خدمات العلاقات العامة والاتصالات”.

كما وقّعت عقداً آخر لإجراء علاقات عامة لشركة إعلانات مقرّها الرياض، تعمل لصالح وكالة الذكاء الاصطناعي للبيانات السعودية، وتبلغ مدة العقد ثلاثة أشهر.

مهام الشركة لا تقتصر فقط على الجمهور الأميركي، لكنّها أعدت حملات أخرى تستهدف  أسواقًا في الشرق الأوسط وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وبقاع أخرى من العالم، مثل حملة (Search Beyond) وتعتمد تلك الحملات على المؤثرين من المشاهير في العالم بكافة المجالات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كجزء أساسي من هذا الجهد.

وكجزء من الحملة، ستنشئ السعودية قاعدة فعلية للمؤثرين، تُعرف باسم House Beyond، وتُبث على الأرجح من شبكة MTV.

وتحاول شركة إيدلمان لإطلاق شراكة مع مهرجان الفن العالمي (آرت بازل) Art Basel لتضمينها في حملة Search Beyond، كما تحاول أن تفعل الشيء نفسه مع مهرجانات عالمية أخرى، مثل كوتشيلا وبونارو والجنوب الغربي.

واقترحت شركة إيدلمان أن تكون السعودية من شركاء متحف “متروبوليتان” للفنون، لكن كبير مسؤولي الاتصالات في المتحف كين وين، قال إنه لم يكن على علم باقتراح الشركة، ولم يرد عندما سُئل عما إذا كان المتحف سيقبل الأموال السعودية، وفق صحيفة الغارديان.

(Edelman) ليست وحدها، هناك العديد من الشركات الأميركية الأخرى التي تقوم بأعمال العلاقات العامة لتنظيف وتلميع صورة السعودية بما في ذلك:

  • Boston Consulting Group
  • Hogan Lovells
  • Qorvis Communications
  • McKinsey & Company

محاولات حثيثة يقودها محمد بن سلمان لتبييض سمعته، من خلال الصفقات الكبرى التي أجراها مع عدد غير محدد من شركات العلاقات العامة العالمية المشهورة، والتي منحته بعض الطرق للمضي بهذا الاتجاه، مثل جلب المشاهير لإقامة حفلات موسيقية ومهرجانات متنوعة، وكذلك من خلال الغسيل الرياضي عن طريق شراء أندية كرة القدم، وتمويل البطولات الرياضية المختلفة ومحاولة جلب بعضها إلى داخل السعودية. وكذلك الدخول الى الغسيل الثقافي.

لكن في المقابل تستمر أوضاع حقوق الإنسان في التدهور، مع استمرار عقلية الحكم بالقمع المفرط وكمّ الأفواه وتقييد حرية الرأي والتعبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى