تقارير خاصةمقالات

حقوق السجناء: الحق في الحصول على الرعاية الصحية مٌنتهكٌ في السعودية

في الدليل الخاص بحقوق السجناء الصادر عن الأمم المتحدة، يُذكر من ضمن المبادئ الجوهرية أن “لكل السجناء والمحتجزين الحق في أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة الجسمية والعقلية”.

في السجون السعودية، لا يبدو أن هناك متّسعٌ لحقوقٍ كهذه.

هذا المقال هو من ضمن سلسلة مقالات “حقوق السجناء”. السلسلة أطلقتها لجنة الدفاع لتكون صوت المعتقلين في السعودية، عبر الإضاءة على حقوقهم والانتهاكات الهائلة التي يتعرّضون لها. وقد اعتمدت السلسلة على مجموعة صكوك وقوانين دولية صادرةٍ عن الأمم المتحدة.

في أبريل/نيسان 2020 توفّي المعتقل الدكتور عبدالله الحامد بعد مدة من دخوله في غيبوبة إثر تعرّضه لسكتة دماغية. الحامد كان بحاجة لإجراء عملية بشكل عاجل، إلا أن إدارة المتشفى أخّرت العملية ولم تسمح بإبقائه في المستشفى، حتى تعرّض لسكتة دماغية أدّت إلى وفاته.

تُعدّ وفاة الدكتور الحامد مثالاً واحداً لا وحيداً على حرمان المعتقلين (لا سيما معتقلي الرأي) من أدنى رعايةٍ صحية قد يحتاجون إليها.

في تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” نشرته عقب زيارة وفد من المنظمة للسجون السعودية، ذكرت أن هناك حالات وفيات حصلت في السجن ناجمة عن أمراض كانت قابلة للعلاج. كما ذكر التقرير أن اثنين من السجناء ماتا بسببب نقص الرعاية الطبية.

في مايو/أيار من العام 2021 توفي المعتقل زهير علي شريدة بعد تفاقم حالته الصحية السيئة إثر إصابته بفيروس كورونا في سجن الحائر بالرياض، حيث تم احتجازه مع عدد من المصابين بالفيروس دون أن يعرف بإصابتهم.

إدارة السجن كانت قد قامت بإعطاء زهير وسجناء آخرون لقاح كورونا في وقت إصابتهم به، بعكس الإرشادات الطبية. دليل حقوق السجناء ينصّ على أنه “لا يجوزإخضاع أي سجين لأي تجارب طبية أو علمية قد تضر بصحته، حتى ولو كان ذلك بموافقته”، كما ينصّ الدليل على أن “لا يرتكب العاملون الصحيون ولا يسمحون بارتكاب أية أعمال قد تؤثِّر تأثيراً ضاراً بصحة السجناء”.

الدكتور محمد القحطاني كان من ضمن المعتقلين الذين نُقِل إليهم فيروس كورونا نتيجة حجزهم في جناح المصابين. إدارة السجن وعمِدت بعدها إلى عزله دون السماح لأهله بالإطلاع على حالته والاطمئنان إلى أنه يتلقّى العلاج اللازم. وكان الدكتور القحطاني قد عانى أيضاً من مشكلة صحية جلدية تفاقمت نتيجة حرمانه من المتابعة الطبية.

حجز المعتقلين في أجنحة لا يُفتَرض أن يُحتجزوا فيها لا يقتصر على حادثة جمع سجناء معافين مع آخرين مصابين بفيروس كورونا. فأحد الأساليب المُعتمدة في السجون هي احتجاز المعتقلين مع سجناء يعانون من أمراضٍ نفسية واضطرابات عقلية. وهذا ما عرّض الدكتور القحطاني لاعتداءٍ جسديٍ أثناء نومه، من قِبل أحد المعتقلين الذين يعانون اضطرابات عقلية.

المعتقلون الذين يعانون من أمراضٍ عقلية ونفسية لا يُفترض أن يكونوا في السجن أصلاً، فبحسب دليل حقوق السجناء، يجب أن يكون هؤلاء في مؤسسات خاصة لعلاج الأمراض العقلية.

والخيار الآخر في حال معاناة أحد المعتقلين من أمراض نفسية، هو إتاحة خدمات تشخيصٍ للأمراض النفسية وعلاجها حسب الاقتضاء (بحسب الدليل).

هذا ما لا توفّره السجون حتى في الحالات التي تصل الى مراحل خطيرة من الاضطراب. كحالة المعتقل محمد سلمان آل عبد العال، الذي حاول الانتحار أكثر من مرة، وهو يعاني حالة نفسية سيئة جداً. (تدهورت صحته النفسية والجسدية نتيجة ظروف الاعتقال اللاإنسانية).

الحق في ممارسة الرياضة هو من ضمن حقوق السجناء أيضاً، فينبغي وبحسب الدليل أن أن يحصل جميع السجناء على ساعة يومياً على الأقل لممارسة التريُّض في الهواء الطلق عندما تسمح ظروف الطقس بذلك.

يقضي بعض المعتقلين في السجون السعودية أشهراً في الزنزانة الانفرادية، فكيف يمارس هؤلاء الرياضة في الهواء الطلق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى