تقارير متفرقةمقالات

حقوق السجناء: الحق في ضمان السلامة الجسدية مُنتهكٌ في السعودية

“لا ينبغي أن يخشى أحد في السجن على سلامته الجسدية”.

يؤكد أحد المبادئ الجوهرية الخاصة بحقوق السجناء حق المعتقل في ضمان سلامته الجسدية داخل السجن.

وتحت عنوان “لكي تكون السجون أماكن آمنة” يشرح الدليل الصادر عن الأمم المتحدة حق السجين بأن تكون السجون بيئة آمنة “لكل من يعيش ويعمل فيها، أي للسجناء والموظفين والزوار”.

هذا المقال هو من ضمن سلسلة مقالات “حقوق السجناء”. السلسلة أطلقتها لجنة الدفاع لتكون صوت المعتقلين في السعودية، عبر الإضاءة على حقوقهم والانتهاكات الهائلة التي يتعرّضون لها. وقد اعتمدت السلسلة على مجموعة صكوك وقوانين دولية صادرةٍ عن الأمم المتحدة.

في أكتوبر/تشرين الأول 2021 تعرّض المعتقل الدكتور موسى القرني (66 عاماً) للضرب العنيف من قِبل عدد من السجناء، ما أدى إلى وفاته.

الدكتور القرني كان قد احتُجِز مع مجموعة من المتشدّدين والمتطرّفين، ولم تستجب إدارة السجن لطلب نقله إلى قسم آخر كونه مهدد بالقتل وتم الاعتداء عليه من قبل.

إدارة السجن كانت مُدركةً للخطر المحدق بالدكتور القرني، ولم تتوانَ عن حجزه في جناحٍ واحد مع من يشكّلون خطراً مميتاً عليه، في تجاهلٍ لحقّه بالأمان وإهمالٍ ومتعمّدٍ ومقصود.

تتعامل السعودية مع المعتقلين كفئةٍ لا حقوق لها. أكثر من ذلك، فإن السلطات السعودية بالإضافة إلى مصادرتها حقوق السجناء، تتعمّد ممارسة أساليب انتقامية كيدية مع المعتقلين، لا سيما معتقلي الرأي.

بحسب دليل حقوق السجناء، يتعيّن حظر كل العقوبات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة حظراً كاملاً، بما في ذلك العقوبة الجسدية أو وضع السجين في زنزانة مظلمة.

في السجون السعودية، لا وجود لحقٍ كهذا.

يتعرّض المعتقلون لجلسات تعذيب وحشي بالإضافة إلى ممارسات تهدف لإهانتهم وإذلالهم.

في تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية، ذكرت المنظمة أن المعتقلين في أحد السجون “أبلغوا عائلاتهم في أغسطس/آب أنهم تعرضوا للاعتداء على أيدي حراس السجن، وأنهم يخشون على حياتهم”. هذا الشعور باللاأمان في السجن هو انتهاك لحقوق هؤلاء المعتقلين.

الشعور باللاأمان يُرافق حتى زوّار المعتقلين، الذين يتعرّضون لعمليات تفتيش وتحقيق أحياناً، تتسمّ في كثير من الأوقات بالهمجيّة والعنف.

الحبس الانفرادي، إجراء قد تلجأ له الجهات المعنية في السجون في حالات محددة وضرورية. في السجون السعودية يُحتجزُ المعتقلون في الزنزانات لفترات طويلة قد تصل لأشهر، في انتهاكٍ لعددٍ كبير من حقوق السجناء منها الحق في الظروف الصحية والنفسية السليمة، الحق في عدم التعرض للعقوبات القاسية والحق في الأمان وضمان السلامة.

حق السجناء بضمان سلامتهم الجسدية يشمل أيضاً أن لا تُستَعمل السلاسل والأغلال الحديدية للتقييد، وأن لا تُستَعمَل أدوات التقييد مطلقاً كأسلوب من أساليب العقوبة.

صورٌ عديدة كانت قد وثّقت آثار القيود على معاصم وسيقان عدد من المعتقلين، بعد تسليم جثامينهم لأهاليهم عقب وفاتهم في السجون أثناء التعذيب أو نتيجة حالة صحية ما.

كل هذه الانتهاكات تشكّل اعتداءً على حق السجناء بالأمن الشخصي والسلامة الجسدية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى