تقارير متفرقةمقالات

ملف الإعدامات يطارد السعودية.. أعداد مضاعفة في عهد سلمان وابنه

فتحت وسائل الإعلام الغربية النار على السعودية، من بوابة ملف الإعدامات المتصاعدة المثيرة للجدل والسجال.

وتحت عنوان “ارتفاع غير مسبوق في عدد الإعدامات في عهد الملك سلمان وولي عهده”، قالت إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية إن أعداد الإعدامات التي نفذتها السعودية تزايدت لتبلغ قرابة الضعف في عهد الملك سلمان وولي عهده الحاكم الفعلي محمد بن سلمان، استناداً لوثائق منظمات حقوقية متحدّثة عن حالات تعذيب وانتهاكات.

وأضافت أن معدل الإعدام زاد من 70.8 عملية إعدام سنوياً بين عامي 2010 و2014، إلى 129.5 عملية إعدام سنوياً منذ وصول الملك سلمان للحكم في يناير/كانون الثاني 2015.

وأشارت الإذاعة إلى أنّ “آلة عقوبة الإعدام السعودية تطحن الأطفال والمتظاهرين والنساء المستضعفات في الخدمة المنزلية، وناقلي المخدرات دون علمهم، والأشخاص الذين كانت جريمتهم الوحيدة امتلاك كتبٍ محظورة أو التحدث إلى صحافيين أجانب”.

ومنذ عام 2013، تم إعدام 15 شخصاً على الأقل بتهم ارتكبوها وهم قُصر، فيما تم إعدام 31 امرأة بين عامي 2010 و2021، بينهم 23 أجنبية منهم 13 عاملة منزل.

موقع “BBC” بالعربية نشر حول الموضوع ذاته، وكتب تحت عنوان “الإعدام في السعودية: تنفيذ العقوبة بطريقة سرّية يثير القلق بين عائلات السجناء”.

تناول الموقع هذا الملف من زاوية أخرى حيث استمعت BBC لأقارب سجناء في السعودية، قالوا إن عمليات الإعدام التي نفذتها السلطات ضد ذويهم جرت دون سابق إنذار، أو إخطار لعائلاتهم.

وتناول موقع هيئة الإذاعة البريطانية قصة مصطفى الخياط الذي تم إعدامه من بين 81 رجلاً أُعدموا في 12 مارس/آذار 2022.

وقال التقرير إن السلطات لم تخبرعائلة مصطفى الخياط بأنها على وشك تنفيذ عقوبة الإعدام ضده. كما لم تتسلّم العائلة حتى الآن جثّته لدفنها، ولا يوجد أي قبر لزيارته، وكانت آخر مرة تواصلت فيها معه من خلال اتصال هاتفي من السجن، واختتم الخياط حديثه حينها مع والدته بكلمات “حسناً، لا بد أن أذهب. أنا سعيد لأنك بخير”.

وبعد شهر، أُعدم مصطفى، وهو واحد من بين 81 رجلاً أُعدموا، في أكبر عملية إعدام جماعية في تاريخ السعودية الحديث.

وتابع موقع  BBCأنه وبعد مرور عامٍ تقريباً، لم يخبر المسؤولون عائلة مصطفى بكيفية إعدامه هو وآخرين، ويقول شقيقه الأكبر، ياسر، إنها مأساة للعائلات.

وأضاف: “لا نعرف إذا كانوا قد دُفنوا بطريقة لائقة أو أُلقي بهم في الصحراء أو في البحر. ليس لدينا أدنى فكرة. لم يقدّموا أي دليل على الإطلاق، إنها كذبة كبيرة للغاية”.

ويقول ياسر إن شقيقه كان لا يزال يحاول الطعن في حكم إدانته، في الوقت الذي نفّذت فيه السلطات حكم إعدامه مع 80 آخرين، فيما أكّد أنّه تعرّض للتعذيب لدرجة أنه كان يسقط عندما يحاول الوقوف.

ملف الإعدامات في السعودية عرّجت عليه كذلك قناة الحرة الأميركية، وعنوَنَت: “تضاعف الإعدامات في عهد الملك سلمان وولي عهده.. دواعٍ أمنية أم قمع سياسي؟”.

ونشر الموقع نقلاً عن تقرير لمنظمة “ريبريف”، أن السعودية انتهكت “بشكلٍ صارخ الحق في الحياة، حيث أنها أعدمت ما لا يقل عن 1390 شخصاً خلال الفترة من 2010 إلى 2022، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول تنفيذاً لأحكام الإعدام على مستوى العالم”.

ومن بين هؤلاء 147 شخصاً أُعدموا خلال العام المنصرم وحده، وهو الرقم ذاته الذي جمعته وكالة “فرانس برس” استناداً إلى بيانات رسمية.

وذكَر موقع قناة الحرة أن السعودية هي إحدى أكبر الدول المنفذة لعقوبة في العالم، مشيراً إلى عملية الإعدام الجماعي التي طالت 81 شخصاً في يومٍ واحد في مارس/آذار الماضي، والتي أثارت تنديداً دولياً كبيراً.

ملف الإعدامات في السعودية، جاب عدداً لا يُحصى من المواقع والوكالات الإخبارية، وقد أثار انتقادات حادة ولاذعة للنظام السعودي، لا سيما عندما توجّه تلك الأحكام الجائرة لنشطاء المجتمع المدني والمعارضين السياسيين، ومن بينهم قاصرون!

وكانت منظمات حقوقية كثيرة أدانت النظام السعودي، على خلفية استخدام أحكام الإعدام بكثافة بحق مواطنين لم يرتكبوا جرائم تستحق تلك العقوبة.

وكانت منظمة “ريبريف” نشرت تقريراً مفصلاً عن الإعدامات في السعودية، استهلته بالقول: “من المعروف أن السعودية واحدة من أكثر الجلادين فتكاً في العالم. بين 2010 و 2021 تم إعدام ما لا يقل عن 1243 شخصاً. في عام 2022، تم إعدام ما لا يقل عن 147 شخصاً”.

ولفتت “ريبريف” إلى أنه تم إعدام ما لا يقل عن 15 طفلاً، بسبب ارتكاب جرائم مزعومة عندما كانوا قاصرين منذ 2013، على الرغم من إعلان السعودية أنها تخلّصت من عقوبة الإعدام لمن ارتكبوا جرائم عندما كانوا قاصرين.

وفي عام 2021، تم إعدام مصطفى الدرويش، بناءً على تهمة وُجّهت إليه عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً فقط.

ولم يوفّر النظام السعودي النساء، فمنذ 2010 إلى 2021 ، تم إعدام 31 امرأة.

ملف الإعدامات في السعودية، جرحٌ نازفٌ لن يلتئم مهما حاول النظام تمييعه والتغطية عليه، وسيبقى يطارد حكّام السعودية على الدوام في كل المحافل الحقوقية والسياسية المحلية والدولية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى