تقارير خاصةمقالات

السعودية تستخدم التعليم لتطويع الشعب وتقييد الحريات

تعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أنه وبدون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين، وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب.

وقد اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 يناير/ كانون الثاني يوماً دولياً للتعليم، احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية.

 

التعليم في السعودية؟

يواجه قطاع التعليم في السعودية تحديات كبرى، تفاقمت بشكل مطّرِد في السنوات الأخيرة بفعل السياسات الحكومية الخاطئة، حتى أصبحت تلك التحديات عصية الحل نتيجة تراكم المشاكل والأخطاء، وغياب الإرادة والمسؤولية لدى القيّمين على القطاع التعليمي.

أبرز التحديات التي تواجه قطاع التعليم:

  • افتقار البنية التحتية لقطاع التعليم إلى قواعد الأمان والسلامة، حيث تم تسجيل العديد من حوادث انهيار جدران وأسقف في المدارس، والتي أودت بحياة عدد من الطلاب والطالبات.
  • الفساد والتقصير الحكومي وانعدام المسؤولية.
  • انخفاض جودة المناهج والاعتماد على الطرق التقليدية في التعليم بشكل كبير.
  • إفتقار البيئة التعليمية للعديد من العوامل المحفزة للابتكار.
  • ضعف الخدمات والبرامج التعليمية المتاحة لبعض فئات الطلاب.
  • تغييب القدرات النقدية لدى الطلاب.
  • تغييب القدرات النقدية للجهاز التدريسي.
  • الاستئثار بالقرار التعليمي في البلاد من قبل أشخاص.

إضافة إلى تلك التحديات، يوجد هناك الكثير من المشاكل التي تعترض عمل الجهاز التدريسي، بسبب قرارات خاطئة لوزارة التعليم، نذكر بعضاً منها بحسب إفادات عدد من المعلمين:

  • قرارات النقل العشوائية للمعلمين بين المدارس، دون مراعاة المسافة بين المدرسة ومكان سكن المدرس. ورغم اعتراضات المعلمين التي قدموها بشكل رسمي، استمرت الوزارة في تجاهلها التام لمطالب هؤلاء.
  • قرارات التوظيف لعدد من المدرسين في شواغر لا تتناسب مع تخصصاتهم وشهاداتهم الجامعية.
  • مخاوف تتعلق بمستقبل المعلمين ومصيرهم بعد تصريحات محمد بن سلمان عن خصخصة التعليم، والتي تُعنى طرد عدد كبير من المعلمين، وإحالة قسم آخر الى التقاعد المبكر.

 

تحديات أخرى تبرز في المراحل الجامعية لها تداعيات خطيرة على مستقبل الشباب والأجيال حديثة التخرج، كوجود خلل بين نواتج التعلم واحتياجات سوق العمل. والتي اعترف بها وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي خلال أحد تصريحاته، عندما قال إن “اختصاصات كثيرة في الجامعات السعودية ليس لها مكان في سوق العمل”. 

هذا التصريح ورغم ما كشفه من تقصير واضح، لم يحفز السلطات لاتخاذ أي إجراءات لمعالجته، ما ينذر بمآلات خطيرة على المجتمع.

وعلى الرغم من أن الإنفاق على التعليم يحتلّ مرتبة متقدمة على مستوى المنطقة، إلا أن التعليم في السعودية يمرّ بمستوى منخفض من حيث معايير وجودة التعليم، بشهادة الموالين والمطبلين للنظام والمستفيدين منه.

ولم تنفع ضخامة الميزانية على مدى السنوات الماضية، حيث لا يزال الطلاّب يدرسون في مبانٍ حكومية متهالكة تنتظر الصيانة، فيما تبدو المدارس أشبه بالسجون.

ومنذ تولي محمد بن سلمان سدة الحكم، جرى تعديل المناهج عدة مرات، تحت شعار تطوير التعليم والمناهج لتتناسب مع الانفتاح الذي تروّج له السعودية وفق “رؤية 2030” وشملت تلك التعديلات:

إزالة نصوص تحرّم السحر والشعوذة.

  1. إلغاء المحتوى الذي يحارب الشذوذ الجنسي.
  2. حذف النصوص التي تهاجم الحركة الصهيونية.
  3. إلغاء النصوص المعادية للسامية والصهيونية واليهودية في العالم.
  4. حذف النصوص التي تلغي أي حق لليهود في أرض فلسطين المباركة.
  5. إزالة آيات قرآنية وأحاديث نبوية تمجّد الجهاد في سبيل الله.
  6. إزالة نصوص تحذّر من الشرك بالله وموالاة الكافرين.

 

وكان لافتاً الترحيب الأميركي والإسرائيلي بالمناهج السعودية الجديدة.

وأدخلت المناهج الجديدة مفاهيم وتاريخ الأساطير الهندوسية والبوذية، ورامايانا والكرمة وماهابهاراتا ودارما.

كما أقدمت وزارة التربية والتعليم على تعزيز مناهجها بالولاء لآل سعود، من خلال إنشاء وحدات للتوعية الفكرية داخل المدارس والجامعات، لضمان تعزيز الولاء لولاة الأمر من آل سعود.

أما المفارقة هي أن تلك المناهج حافظت على خطاب الكراهية والتمييز الطائفي والمذهبي وازدراء مذاهب إسلامية وتكفيرها! (كالمذهب الشيعي)

إن غياب الحلول لمشاكل التعليم، يعتبر أبرز مؤشرات فشل العملية التعليمية برمّتها، ويكشف عدم أهلية المسؤولين الحاليين عن التعليم.

وما دامت العملية التعليمية تخضع بالكامل لشخصٍ واحد متحكّم ومتسلّط، فإن التعليم في السعودية لن يعدو كونه أداة لتطويع الشعب وكم الأفواه وتقييد حرية الرأي والتعبير، وسيبقى المواطن والخرّيج يبحث عن وظيفة له ولا يجد، فيما يتم استقدام واستقطاب الأجانب ليشغلوا معظم الوظائف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى