تقارير خاصةمقالات

معتقلو الرأي في السعودية.. محطات ومراحل: التحقيق

بعد اعتقال أصحاب الرأي والكلمة الحرة في السعودية، تحت ذرائع كثيرة مشكوك في صحتها أصلاً، تبدأ بشكلٍ تلقائي مرحلة التحقيق التي تعتبر إحدى أكثر المراحل قسوةً وفظاعة، نظراً للأساليب المتّبعة أثناء التحقيق، والتي تنتهجها السلطات بشكلٍ ممنهجٍ للوصول إلى الغايات المطلوبة، بما يصبّ في صالح النظام وهدفه المتمثّل بتصفية المعارضين.

وتعتمد السلطات أساليب شتّى أثناء التحقيق مع المعتقل، تشمل انتهاكاتٍ كبرى وغير مبرّرة، وجميعها موثّقٌ لدى منظّمات حقوق الإنسان المحلية والدولية.

يعاني المواطنون في السعودية من حكم نظامٍ ديكتاتوري، يقمع بوحشية عبر أذرعه الأمنية وعيونه الإلكترونية كل من يخالفه الرأي. فكيف يستهدف هذا النظام البوليسي المواطنين؟

وما هي المراحل التي يمرّ بها معتقلو الرأي؟

المرحلة الرابعة من “مراحل الاعتقال”، السلسلة التي أطلقتها لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان

المواد القانونية التي تنتهكها السعودية:

  • ينصّ دليل حقوق السجناء الصادر عن الأمم المتحدة على حق السجين في الحصول على تحقيق نزيه وبلا تعذيب.
  • تنتهك السعودية بشكلٍ فاضح المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تؤكد على أنه لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة.

التحقيق

يبدأ التحقيق بمرحلة الضغط النفسي على معتقل الرأي وذويه، عبر إخفائه لفترة دون إطلاع عائلته على وضعه ومكان احتجازه، وتبقى الأمور في حلقةٍ مفرغة ومبهمة بالنسبة لمعتقل الرأي وذويه.

  • السجن الانفرادي:

 يسجن معتقل الرأي في زنازين إنفرادية لفترات طويلة تصل إلى عدة أشهر، ولا يلتقي به أحد ، في محاولةٍ لكسر إرادته وتحطيمه نفسياً للرضوخ للضغوطات والقبول بكل الاتهامات الموجهة له. وحين يشعر السجّانون أنّ معتقل الرأي وصل لدرجةٍ سيئة جداً من التعب والإرهاق الجسدي والنفسي، تبدأ المرحلة التالية.

  • الاستجواب:

في هذه المرحلة يخرج معتقل الرأي من زنزانته الإنفرادية، ويُساق إلى التحقيق والاستجواب. وعملية الاستجواب هذه تُدار عبر رجال أمن مدرّبين ومزوَّدين مسبقاً بتهمٍ جاهزةٍ لتوجيهها إلى معتقل الرأي.

  • توجيه التهم:

يجلس معتقل الرأي في غرفة التحقيق وهو معصوب العينين (بحسب شهادات موثقة)، وتبدأ جلسة الاستجواب حيث يسمع المعتقل مجموعة من الاتهامات منها:

  1. الإخلال بأمن الدولة وزعزعتها
  2. إضعاف الروح الوطنية والنسيج المجتمعي
  3. مخالفة ولي الأمر والخروج عن طاعته
  4. الانضمام إلى مجموعات إرهابية
  5. التواصل مع جهات أجنبية ودول معادية
  6. تقديم الدعم أو التستر على مطلوبين أمنياً

إضافة إلى مجموعة كبيرة من التهم.

  • إنتزاع الاعترافات:

بحسب روايات كثيرة جمعت ووُثّقت من معتقلي الرأي الذين كتب لهم الخروج من براثن الجلّادين، يتعرّض معتقلو الرأي أثناء التحقيق للاستفزاز المستمر لتحطيم إرادة الصمود من خلال:

  1. شتم الدين والمذهب والقضايا المقدسة
  2. شتم الوالدين والتعرض لهم بألفاظ بذيئة
  3. تهديده بالاعتداء على زوجته أو أخواته
  4. تعريته والتحرش الجنسي به لإذلاله
  5. إجباره على شتم رموز الدين أو المذهب واحتقار المقدسات
  6. استخدام أنواع التعذيب الوحشي واللاإنساني

وأكدت الوثائق تعرّض معتقلي الرأي أثناء التحقيق للضرب المبرح واللكم على الرأس وأجزاء مختلفة في الجسم، وعندما يرفض معتقلو الرأي الاتهامات الموجّهة لهم يزداد عليهم الضرب والشتائم وكيل الإهانات. ويتفاوت شدة التعذيب وضعفه حسب الاعترافات التي يراد انتزاعها من المعتقل.

وبعد سير هذه المراحل من التحقيق يجبر المعتقل على توقيع الاعترافات تحت شدة التعذيب، كي يتم تقديمها إلى القاضي ليرتب أحكامه القضائية بناء على تلك الاعترافات .

كل هذه الإنتهاكات التي يمارسها المحققون هي مخالفات أساسية لمعايير حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية، وهي مخالفة للقوانين المحلية .

على ضوء كل الانتهاكات التي تحصل مع معتقلي الرأي، تطالب لجنة الدفاع السلطات السعودية وإدارات سجونها بالالتزام بحقوق المعتقلين وضمان تحقيقٍ نزيهٍ دون تعذيبٍ أو معاملة لا إنسانية، كما تطالب بإعادة النظر في قضايا المعتقلين الذي ثبت أن الاعترافات التي انتُزعت منهم خلال جلسات استجواب غير قانونية. واسقاط كل التهم غير القانونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى