القمع السعودي يطال البيت الحرام
هو الحرَم الآمن الذي يحجّ إليه الناس منذ آلاف السنين، بيت الله الذي يحلّ في ضيافته الملايين، لم يسلَم من استبداد الحكومة السعودية.
تكرّرت في الآونة الأخيرة حوادث اعتقال زوّار الحرم المكّي من داخل الحرم مباشرةً، دون مراعاة لحرمة المكان ولا لحقوق الموجودين فيه، بالإضافة إلى أن أسباب الاعتقال ليست قانونية ولا تبرّر الاحتجاز التعسفي ولا أية إجرءات قمعية تمارسها السلطات السعودية بحق الزوّار.
أبرز حوادث الاعتقال هي:
- حادثة اعتقال المواطنة اليمنية مروة الصبري أثناء أدائها مراسم العمرة، وجاء الاعتقال على خلفية سجالٍ نشأ بينها وبين إحدى الشرطيات داخل الحرم، حول الحرب المشتعلة في اليمن، وقد حكم القضاء السعودي بسجنها لمدة عام.
- حادثة اعتقال الشاب اللبناني حيدر سليم أثناء أدائه مراسم الحج العام السابق، وجاء الاعتقال على خلفية دعاءٍ ردّده سليم أثناء وجوده قرب الكعبة المشرّفة. وبقيَ حيدر رهن الاعتقال حتى سنة تقريباً قبل أن يصدر القضاء السعودي حكماً يقضي بسجنه خمس سنوات.
- حادثة اعتقال الإعلامية المصرية رانيا العسال خلال أدائها مراسم العمرة بعد ظهورها في مقطع مصوّر من داخل الحرم تدعو فيه لفكّ الحصار عن سوريا.
- حادثة اعتقال العميد في القوات الجوية اليمنية علي محمد القرماني خلال أدائه العمرة، وإيداعه في سجن المباحث في جدة بحجّة أنه يعمل لصالح القوات المسلّحة في اليمن.
- حادثة اعتقال الشيخ البحريني جميل الباقري أثناء أدائه مراسم الحج هذا العام على خلفية ترديده أحد الأدعية.
لم تحترم الحكومة السعودية حرمة المكان، ولم تراعِ ضرورة أن تبقى صفة “الأمان” لصيقةً بالبيت الحرام، فانتهكت قدسية المكان وحقوق من فيه. واللافت هنا أن هذا الاستبداد لم يقتصر على المواطنين المقيمين بل طال الأجانب من أبناء دول أخرى، في دلالة على عدم مراعاتها لأية قوانين أو علاقات دولية.
وجديرٌ بالذكر أن السجون السعودية باتت مكتظة بمعتقلي الرأي الذين تحتجزهم السلطات دون تهمة، على خلفية آرائهم ومعتقداتهم والتعبير عنها.