أخبارتقارير خاصة

بتوجيهات أمنية غامضة.. منع إقامة مهرجان ديني في الفضول بالمنطقة الشرقية

بناءً على “توجيهاتٍ أمنية” أُلغيَ مهرجانٌ كان مقرراً أن يُقام في إحدى الحسينيات في بلدة الفضول ضمن المنطقة الشرقية، تزامناً مع حلول ذكرى عيد الغدير.

وكان القيّمون على المهرجان قد أعلنوا برنامج الحفل وزمانه ومكانه، مع ذكر أسماء المشاركين في إحيائه بالتفصيل، قبل أن يعتذروا عن إقامته بسبب توجيهات أمنية صادرة عن السلطات السعودية، في حين يبدو أن ثمة أسباب أخرى خلف منع الاحتفال كونه لا يشكّل أي إخلالٍ بالأمن ولا يثير أي شكلٍ من اشكال الفتن الطائفية، وكل المشاركين فيه هم من النخب في المجتمع.

هذا الإجراء الأمني في ظاهره القمعي في حقيقته ليس الأول من نوعه، فالتضييق على أبناء الطائفة الشيعية وفرض القيود عليهم وعلى إقامة شعائرهم هي سياسات تتبعها الحكومة السعودية منذ عقود، وهي مستمرة حتى اليوم على الرغم من مزاعم محمد بن سلمان عن السياسات الانفتاحية والرؤية الجديدة التي تعطي حيّزاً لممارسة الحقوق والحريات المكفولة في القوانين الدولية.

فالحق باعتناق وتبنّي المعتقدات والآراء الدينية هو حقٌ مكفولٌ في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتنصّ المادة 18 منه على أن لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، وله الحرِّية في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.

هذا التضييق لا ينتهك حق إظهار وإقامة الشعائر فحسب، بل ينتهك حقّين أساسيين أيضاً هما الحق في التجمّع والمشاركة في التجمعات السلمية (المادة 20)، والحق في المشاركة في حياة المجتمع الثقافية (المادة 27).

الكثير من احتفالات ونشاطات الطائفة الشيعية كانت محطّ قمع السلطات السعودية، فسابقاً منعت الجهات الأمنية إقامة حفلات تكليف (حفلات تقام للفتيات والشبّان عند بلوغم سن البلوغ الشرعي)، على الرغم من خطابات الانفتاح المطوّلة التي باتت تتكرر يومياً منذ تولّي محمد بن سلمان ولاية العهد.

كما تكررت مؤخراً حوادث استدعاء الناشطين والناشطات دينياً وثقافياً، وتوجيه الإنذارات لهم وإجبارهم/هنّ على التوقيع على تعهدات بإيقاف نشاطاتهم/هنّ على الرغم من كونها لا تشكّل أي تهديدٍ أمني.

في الوقت الذي نُدين فيه منع هذا الاحتفال في بلدة الفضول، ونستنكر كل القيود التي تُفرَض والضغوط التي تُمارَس على الطائفة الشيعية بشكلٍ عام، نتساءل عن هذا التضييق على المواطنين من أبناء الطائفة الشيعية، ما أسبابه ولماذا تتم محاربة شعائرهم بهذه الطريقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى