متضررون من هدد جدة: أقمنا خيامًا بعد تدمير منازلنا
استعرض عددٌ من المتضررين من أعمال الإزالة في أحياء بمدينة جدة معاناتهم من استمرار عمليات الهدد وما تعرضوا له من أضرارٍ مادية ونفسية دون الحديث عن تعويض أو شفافية في التفاصيل التي أوردتها الحكومة.
تساءلت إحدى المشاركات في برنامج “مساحة” الذي استضافته منظمة “القسط” لحقوق الإنسان: “هل هدم البيوت وإزالتها كفيل بإنهاء المشكلة المزعومة والادعاء بأنها وكر للمخدرات وترديد فكرة أن أولئك الساكنين في أحياء جدة هم من الأجانب، قائلةً إنهم بشر ولهم حق السكن كالمواطنين.
وأشار مشارك آخر إلى أن الأهالي المتضررين لم يتم دعمهم مطلقًا، ولا حتى دعم نفسي، لافتًا إلى أن بعض الأهالي أقاموا خيامًا ليسكنوا بها بعد فقد منازلهم من “الدولة النفطية” العاجزة عن توفير مساكن لائقة بدلاً من التي فقدها أصحابها في أعمال الإزالة.
ولفت إلى أن مشهد الجرافات وآليات الإزالة باتت كابوسًا حتى لمجرد وقوفها ومرور الأهالي بالقرب منها، وأن أطفال الأحياء المهددة بالإزالة باتوا يشعرون بالذعر من تلك الآليات كونها مرتبطة بتشريدهم وتشريد جيرانهم وأقاربهم في الأحياء الذين شهدوا ذلك التدمير.
وأعلنت الحكومة السعودية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إقامة مشروع وسط جدة برعاية ولي العهد، بميزانية تقارب 500 مليار ريال.
والمشروع جزء من خطة تنفذها السلطات بزعم التخلص من “العشوائيات”.
وبدأت أعمال الهدم الضخمة في وسط جدة منذ أكتوبر/ تشرين الأول في أحياء كانت ذات يوم كثيفة، حيث دمرت مجمعات سكنية بأكملها.
ويتضرر بفعل الحملة نحو مليون شخص على الأقل في جدة، وفقًا لتقديرات محلية، إذ انقلبت حياتهم رأسًا على عقب في الأشهر الماضية وسط حملة هدم واسعة تنفذها الحكومة.
وتسببت حملة الهدم في جدة حتى الآن بتشريد عشرات آلاف السعوديين، مع بقاء الكثيرين منهم دون مأوى، ورغم ذلك اكتفت السلطات بالقول إنها ستنظر في طلبات المتضررين وتدرس أحقيتهم.
وتم هدم ما لا يقل عن 10 أحياء بالكامل حتى الآن، مع استمرار العمل في حوالي 10 مناطق أخرى.
وتستهدف الخطة نحو 60 منطقة تقع معظمها في الجزء الجنوبي من المدينة ومن المتوقع أن تستمر لأشهر.
وتداول ناشطون آلاف الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بمناظر الأنقاض على تيك توك و انستغرام ويوتيوب تحت وسم هدد جدة.
المصدر : موقع الرأي الآخر