التعذيب ينهي حياة معتقل في سجون النظام ..
خاص لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في الجزيرة العربية
يبدو أن لا شيء يردع نظام آل سعود عن انتهاكات حقوق الإنسان التي فاضت من سجله الحقوقي الأسود. سجله الذي بات محل شجب واستنكار كبيرين لدى العديد من المنظمات الدولية حول العالم.
لا شهر رمضان شهر الرحمة والغفران ولا شهر تزكية النفس، ولا الضغوط المتواصلة للإفراج عن السجناء دفعت بهذا النظام الى تبييض السجون ووقف التعذيب بحق معتقلي الرأي .
الأنباء الأخيرة التي كشفت عنها منظمة سند الحقوقية بوفاة المعتقل الشاب عبد عبد الرحمن الكاملي تحت وطأة التعذيب الذي تمارسه قوات النظام الغاشم في السجن تفضح زيف ادعاءات هذا النظام بتنفيذ القوانين الخاصة بالسجناء واحترام المعاهدات الدولية التي وقعت عليها بخصوص مراعاة أوضاع المعتقلين وعدم هدر حقوقهم.
ووفقا لما ذكر فإن وفاة الشاب الكاملي البالغ من العمر 29 عاما بعد تعذيبه من قبل جلادي نظام آل سعود نكون في الواقع أمام جريمة جديدة يقدم عليها النظام بدم بارد وبلا أي وازع مثلما أقدم على جريمة إعدام شباب ابرياء قبل أسابيع فقط لأنهم شاركوا في تظاهرات سلمية تطالب بالإصلاحات والعدالة والديمقراطية.
فأي تعذيب هذا الذي قد يؤدي الى الموت ؟
وأي تهمة تلك التي يستحق المعتقل التعذيب بسببها؟
تهم كيدية ملفقة أم تهم مزورة بنيت على اعترافات باطلة انتزعت أيضا في غرف مظلمة تحت وطأة التعذيب؟
لعله ذلك التعذيب الذي طالما كتبت عنه الصحف العالمية مستندة على تقارير طبية كشفت بدورها عن سوء معاملة شديد يتعرض له المعتقلون داخل السجون سيئة الصيت .
ففي عام 2019 ، أشارت صحيفة الغارديان البريطانية أن تقارير طبية مسربة عن أوضاع نحو 60 معتقلا خلصت الى أن هؤلاء المعتقلين يعانون من كدمات وحروق وجروح ونقص حاد في الوزن .
وقد عرضت الصحيفة تفاصيل تظهر هول معاناتهم والإهمال الطبي الواضح لحالاتهم الصحية الحرجة التي تستدعي العلاج الفوري.
كما وكشفت الصحيفة البريطانية أن بعض المعتقلين لا يستطيعون الحركة على الإطلاق بسبب الجراح والرضوض الشديدة المنتشرة في أجسادهم جراء التعذيب ومنها جروح قديمة لم تلتئم جراء الإهمال الطبي. فضلا عن أن آخرين منهم يعانون من الهزال الشديد بسبب سوء التغذية الحاد ونقص السوائل في أجسامهم .
في السياق عينه كثيرا ما تحدثت منظمات حقوقية وعوائل المعتقلين عن تعذيب نفسي وجسدي في الحبس الإنفرادي والتعذيب بالصعق والجلد والتحرش الجنسي وغير ذلك من انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية .
فألى متى سيبقى نظام آل سعود يصم آذانه عن المطالبات الحثيثة بوقف انتهاكاته بحق المعتقلين والإفراج الفوري عنهم سيما معتقلو الرأي الذين لم يرتكبوا حتى جرما واحدا ليتعرضوا لكل هذا الأذى الذي يلحق بعوائلهم أيضا مع حرمانهم من التواصل معهم أو حتى توكيل محام للدفاع عنهم في المحاكمات غير العادلة .
الى متى ستبقى سجون آل سعود واحدة من أكثر الأماكن التي يمارس فيها الظلم الفاحش على أناس يحلمون بوطن خال من الظالمين ؟ وطن تسوده العدالة والحرية ولا شيء سوها.