تقارير متفرقةمقالات

إلى وزير الشؤون الإسلامية: النظام السعودي أبرز من يمارس الاضطهاد وخطاب الكراهية

ليس غريباً على وزير الشؤون الإسلامية عبد اللطيف آل الشيخ أن يكون على رأس جوقة المطبلين والمروجين للنظام السعودي ويقود حملة لتبييض صفحة النظام السوداء في المؤتمر السنوي الـ 35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، فهو بالنهاية موظف حكومي بدرجة امتياز ومستفيد كغيره من الحاشية المحيطة بالعائلة الحاكمة، ودوره لا يختلف عن دور أي شخص أو مؤسسة رسمية مهمتها تغطية الانتهاكات ومحاولة التستر عليها.

لكن الغريب هو اعتقاده بأن ينطلي خطابه على الحاضرين في المؤتمر أشخاصاً كانوا أم مؤسسات، من خلال تحريف الواقع والوثائق والتدليس الذي قدمه عن النظام عبر وصفه الأخير بأنه يكرس ثقافة التسامح والاعتدال وقبول الآخر، بل ذهب في ادعاءاته بأن النظام أصبح مثالا يحتذى بمكافحةِ خطابات الكراهية والعنف والتطرف.

منظمة هيومن رايتس ووتش قالت في تقرير صادر عنها إن بعض رجال الدين والمؤسسات السعودية يحرضون على الكراهية والتمييز ضد الأقليات الدينية، بما في ذلك الأقلية الشيعية.

ووثق التقرير كيف تسمح السعودية لعلماء ورجال الدين الذين تعينهم الحكومة، بالإشارة إلى الأقليات الدينية بألفاظ مهينة أو شيطنتها في الوثائق الرسمية والأحكام الدينية التي تؤثر على صنع القرار الحكومي.

وأوضحت المنظمة أنه في السنوات الأخيرة، استخدم رجال الدين الحكوميون وغيرهم، الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتشويه والتحريض على الكراهية ضد المسلمين الشيعة وغيرهم ممن لا يتفقون مع آرائهم.

إن الشيخ الوقور الموظف لدى العائلة الحاكمة هو نفسه لايصدق ما يتحدث به ويعرف بقرارة نفسه أن نظامه من أكثر الأنظمة خروجاً عن القانون وهو متورط حتى أذنيه بارتكاب الانتهاكات وممارسة الاضطهاد الطائفي والتمييز العشائري بحق أبناء البلد.

ومتورط كذلك بقمع مذهب بأكمله يعدم ويعتقل ويحاكم بلا رحمة أو هوادة رجال الدين الشيعة والناشطين والنساء ويحاصر مناطقهم بآلته العسكرية ويطاردهم في كل مكان، بعدما تملّص من تعهداته ونكث وعوده التي قطعها لأهالي المنطقة الشرقية بتحسين أوضاعهم المعيشية وإعطائهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية كما ينص مذهبهم.

ولازال النظام يمارس أعلى مستوى من خطاب الكراهية، ويدخل الخطاب المقيت في المناهج التعليمية لتخريب العقول وتغذية المذهبية والطائفية، باعتراف حلفاء النظام مثل واشنطن التي حثته عبر وزارة الخارجية في تقاريرها عن الحريات الدينية على وقف الاضطهاد الديني بحق مكونات الشعب وتغيير خطاب الكراهية.

لقد تعرض النظام السعودي لأشد الانتقادات والادانات من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، بسبب عدم قبول الآخر، وقمع كل رأي مختلف عن رأيه، فكيف يقول ذلك الشيخ الوقور إن هذا النظام أصبح نموذجاً يُحتذى في التعايش بين أصحابِ الثقافات المختلفة، ومكافحةِ خطابات الكراهية والعنف والتطرف.

هل علينا أن نصدق كلام الشيخ وزير الشؤون الاسلامية ونكذّب العالم أجمع؟

كيف يكون النظام يمثل أنموذجاً للتعايش السلمي وهو يمارس الإقصاء التام للشعب ويحرمه من حقه في تقرير مصيره، ويمنع تشكيل الجمعيات والأحزاب ويقيد حرية الرأي والتعبير ويكم الأفواه ومن يتكلم وينتقد يقاد إلى الإعدام أو السجون، حتى امتلأت بالدعاة والإصلاحيين والمفكرين والناشطات والنخب المثقفة.

وللمفارقة يدعو الوزير عبد اللطيف آل الشيخ إلى التعاون الدولي لنبذ جميعِ خطابات الكراهية والعنف، وكأنه لا يعلم أن النظام السعودي رفض ولا يزال مصراً على رفض كل نداءات التعاون المتعلقة بمراعاة حقوق الإنسان ونبذ خطاب الكراه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى