تقاريرتقارير متفرقةمقالات

السعودية تفشل مرةً أخرى: لا مكان لتبييض صورتكم عبر “نيوكاسل يونايتد”!

جاهداً يحاول نظام آل سعود تغيير الارتباط الوثيق والمشين لاسم السعودية بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، هذه المرة تجري المحاولة عبر تبييض صورة السعودية وربط اسمها بفعالياتٍ رياضية وإنجازاتٍ وهميّة.

وهذا ما يُسمّى بـ”الغسيل الرياضي”.

ويبدو أن شريحةً واسعةً من مشجعي نادي ” نيوكاسل يونايتد” تُدرك هذا الأمر، لتعلو مؤخّراً أصوات رافضة لاستحواذ السعودية على ملكية النادي.

دانيال، أحد مشجعي النادي المقيمين في ليدز، يرى أن “بعض الانتهاكات التي تقوم بها السعودية لا يمكن تبريرها أخلاقياً، كانتهاك حرية الناشطين الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان”.

ويرى أنهم كمشجعين للنادي، عليهم أن “يسلطوا الضوء على الأشياء التي لا تريد السعودية أن يُحكى عنها”، رافضاً عملية “الغسيل الرياضي” التي تقوم بها السعودية، على حد قوله.

ولهذا الغرض أنشا دانيال حساباً على “تويتر” لمواجهة ما سمّاه محاولة السعودية غسل سمعتها الدولية عبر استخدام “نيوكاسل يونايتد”.

بدوره جون هيرد، أستاذ لغة إنكليزية من بلدة فيلنج، وأحد مشجعي النادي أيضاً، أكّد أنه وعدد كبير من مشجعي النادي “ليسوا سعداء بدولة ديكتاتورية تحكم النادي”.

وقد عقدت مجموعة من المشجعين الرافضين لاستحواذ السعودي على ملكية النادي عدة اجتماعات عبر “زوم”، لتنشر بعدها مجلة تحتوي عدداً من المقالات التي تتحدث عن انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان وعن حرب التحالف ضد اليمن واستخدام السعودية النادي لتبييض سمعتها دولياً، وغيرها من الأمور المتعلقة بسمعة السعودية “السيئة” وسياساتها القمعية.

وفي إحدى الاجتماعات المباشرة كانت هناك مشاركة للناشط والسياسي الجنوب أفريقي أندرو فاينستين، الذي عرض فيلماً عن الوضع المأساوي في اليمن، والجرائم التي ترتكبها السعودية، وقد صُدِم الحضور بالوضع الراهن هناك.

وجديرٌ بالذكر أن الاجتماع ناقش قضية “سلمى الشهاب”، حيث أكد جون التضامن العميق معها قائلاً: “قلبي وقلوب الجمعي هنا معها، إنه عمل وحشي؛ انتقادها للحكم في السعودية كان معتدلاً للغاية، ولها كل الحق في التعبير عنه!”، معتبراً أن اعتقالها هو عمل جائر ووحشي بحق “المرأة الشابة والأم سلمى”.

واستنكر جون النفاق الذي مارسته السعودية، حين أعلنت “نيوكاسل يونايتد”، في الأسبوع عينه الذي صدر الحكم فيه ضد سلمى، أنها أدخلت نادي كرة القدم النسائي إلى ملكيتها لأول مرة “في محاولة لتنمية لعبة السيدات”.

وكشف أنه حين ينشر تغريداتٍ في “تويتر” هو وغيره من معجبي “نيوكاسل” عن قضية شهاب، فإنهم يتعرضون لانتقادات من حسابات سعودية مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي، “هذا مقرف” قال جون، لافتاً إلى أن الحملة ضدهم من قبل الحسابات السعودية منظمة للغاية.

وأكد رفض المشجعين استخدامهم “كأداة لتحسين الديكتاتورية”.

دانيال بدوره أكد أنه سيواصل هو وغيره من النشطاء التحدث علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي عن انتهاكات السعودية وعن حرب اليمن وعن قضية سلمى الشهاب.

يظنّ نظام آل سعود واهماً أن بإمكانه إسكات كل صوتٍ يفضح ظلمه واستبداده عبر الاعتقال التعسفي والترهيب والتعذيب، ولا يُدرك أن تبِعات سياساتها القمعية وجرائمه الوحشية قد تخطت حدود السعودية، وقد بات الرفض الشعبي له أوسع من أن يحدّه مكان أو زمان.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى