مقالات

معتقلو الرأي في السعودية.. محطات ومراحل: المداهمات

لا تزال عملية الترصّد تدور كل يوم وعلى مدار الساعة للإيقاع بالمواطنين أصحاب الرأي والأحرار. إنها عملية لا تتوقف ما دام النظام السعودي في سدة الحكم.

يعاني المواطنون في السعودية من حكم نظامٍ ديكتاتوري، يقمع بوحشية عبر أذرعه الأمنية وعيونه الإلكترونية كل من يخالفه الرأي.

فكيف يستهدف هذا النظام البوليسي المواطنين؟ وما هي المراحل التي يمرّ بها معتقلو الرأي؟

 المرحلة الثانية من “مراحل الاعتقال”، السلسلة التي أطلقتها لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان.

أصبحت أسماء المواطنين التي تختارها أنظمة المراقبة والذباب الإلكتروني جاهزة في قوائم لدى الأجهزة الأمنية للنظام. قوائم أُعِدَّت لقمع الصوت الحر، بانتظار تلقّي الأمر بمداهمة منازل المواطنين الآمنين.

دون سابق إنذار تنطلق فرق المداهمات المدجّجة بالسلاح والمعزّزة بالمركبات المدرّعة باتجاه الأحياء السكنية، بصلاحيات غير محدودة، فالسلطات توجّه حقدها على الأهالي عبر إطلاق العنان للأدوات العسكرية، لشنّ مداهمات واعتقالات عشوائية وممارسات استفزازية.

ووسط إطلاقٍ كثيفٍ للنار من الأسلحة الحربية وسط الأحياء السكنية، تجرى المداهمات، حيث يتم انتهاك حرمة المنازل من تخريب وتكسير محتوياته وترويع النساء والأطفال وتهديهم وإهانتهم بألفاظ بذيئة.

انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تنفذها السلطات السعودية، حيث تستمر المداهمات على المنازل نفسها وفي جوارها (منازل الشهداء ممن أُعدموا أو استُشهدوا أثناء حملات الدهم ومنازل المعتقلين) بحججٍ كاذبة، أما الغاية فهي إهانة العوائل وترهيبها وإشاعة الرعب في المجتمع عموماً، وهو ما يجري بشكلٍ شبه يومي في المنطقة الشرقية.

وعلى خلاف ما تدّعيه داخلية النظام عن “ضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار ومكافحة الإرهاب” في كل مرة عندما يتم مداهمة منطقةٍ ما، فإن قواتها الأمنية، وبعيون أهالي الشهداء والمعتقلين وعموم المواطنين هي من تعطل الحياة العامة، وتعتدي على المواطنين ومنازلهم وتعمل وفق نفسٍ عنصري بغيض، مما يخلق الفتنة ويؤدي لحدوث الفرقة وتمزيق وحدة المجتمع وتهديد السلم الاجتماعي فيه. وهي نفسها، من تخلّ بأمن الوطن والمواطن وتزعزع استقرار البلاد وتنشر الحقد والخوف والإرهاب والترهيب بحججٍ واهية وذرائع مختلقة.

إن المنظمات الحقوقية مثل “العفو الدولية” ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وغيرهم الكثير من المنظمات، وحتى وزارة الخارجية الأميركية التي تربطها مصالح استراتيجية مع العائلة الحاكمة، جميعهم أدانوا عشرات المرّات العنف الممنهج والمستمر الذي يمارسه النظام، عبر أجهزته كافة، لمحاربة النشطاء والمعارضين وأصحاب الرأي.

غير أن النظام، وبحسب مراقبين، قائمٌ بشكلٍ كاملٍ على سياسة التصفية والاغتيالات، لا سيما في عهد محمد بن سلمان الذي جرّد وعرّى سياسات نظامه، وأظهره على حقيقته بوحشيته وبربريته في أماكن مختلفة داخل البلاد وخارجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى