بيانات اللجنة

بيان لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان حول إعدام الشهيد عون حسن أبوعبدالله

بسم الله الرحمن الرحيم

يواصل النظام السعودي ممارسة سياساته الديكتاتورية الوحشية، مستبيحاً دماء الأبرياء من أبناء الوطن عامةً والقطيف خاصةً، في محاولةٍ للانتقام من الأحرار والمعارضين والمطالبين بالإصلاح ورفع الظلم والتهميش.

وفي تكريسٍ لنهجها الدموي، أقدمت السلطات السعودية أمس الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني على إعدام معتقل الرأي عون حسن أبوعبدالله بعد اعتقاله التعسفي عام 2019 على خلفية مشاركته في الحراك السلمي.

وفي بيانها المبتذل المعتاد، تذرّعت الداخلية السعودية بتهمٍ مفبركةٍ وُجِّهت للشهيد أبو عبدالله، أبرزها الانضمام إلى خلية إرهابية والمشاركة في تصنيع المتفجرات وتمويل الإرهاب.

إن هذه التهم ساقطة، وهي تهمٌ مفبركة أُجبِر الشهيد أبو عبدالله ـ كما غيره من معتقلي الرأي ـ على التوقيع عليها بالإكراه والإجبار تحت التعذيب الوحشي والتهديد والترهيب، واستخدام كافة الأساليب اللاإنسانية واللاقانونية أثناء التحقيق.

إن لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان تُدين هذه الجريمة الشنيعة، وتستنكر مواصلة النظام السعودي نهجه الدموي على الرغم من الاستنكار الدولي والمحلّي لهذا النهج.

وإننا إذ ندين ونستنكر هذا الفعل، فإننا نعيد تأكيد رفضنا لاستباحة دماء أبناء القطيف، الذين رفعوا أصواتهم مطالبين بالإصلاح الضروري ورفع الظلم وإيقاف سياسة التهميش والاضطهاد المستمرة بأشكالٍ مختلفة.

هذا النظام الذي يحاول الانتقام من الناشطين والمعارضين السلميين عبر اغتيالهم واعتقالهم وإعدامهم، إنّما هو بهذا يُظهِر ضعفه ووهنه وخوفه، وهو يؤكّد أنه نظامٌ قمعي ديكتاتوريٌ يزعم القيام بإصلاحاتٍ هي في الواقع إصلاحاتٌ شكلية ليس إلا.

إن شعبنا الأبيّ ماضٍ في المطالبة بحقوقه وبالإصلاح على الرغم من كل الانتهاكات التي يرتكبها النظام بحقه، وهذا النضال سيستمر حتى نيل الحرية وكامل الحقوق.

تحذّر اللجنة من أن مواصلة النظام السعودي نهجه هذا سيؤدي إلى تداعياتٍ وخيمة لن يتمكّن من النجاة منها أو اجتنابها، وبناءً على هذا نُطالِبُ النظام بإيقاف سلسلة الإعدامات المتواصلة بحق أبناء الوطن وعلمائه، وبالإفراج عن كافة معتقلي الرأي وتعويضهم تعويضاً مناسباً عن ما تعرّضوا له من ظلم.

وتناشد اللجنة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية لوقف هذا النزيف الدموي، لا سيّما وأن في السجون السعودية 100 معتقل رأيٍ مهدّدٍ بالإعدام في أية لحظة.

نتقدّم بتعازينا الحارّة ومواساتنا لأهل الشهيد المظلوم عون حسن أبوعبدالله، كما نرجو لأهالي المعتقلين الصابرين الصبر والقوة على أمل رؤية أبنائهم أحراراً قريباً.

لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان

31/1/2023 م. 19/7/1445 هـ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى