إعدام الشاب جلال .. لم يبلغ سنّ الرشد

تدين لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بأشد العبارات إقدام النظام السعودي في يوم الخميس 21 آب/أغسطس 2025 على تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب جلال حسن آل لباد، رغم أنه كان قاصراً لحظة اعتقاله، في انتهاك فاضح لكل معايير العدالة والإنسانية.
لقد تعرّض الشاب جلال خلال فترة اعتقاله لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي، شملت الضرب بالأنابيب والأسلاك والصعق الكهربائي، بهدف انتزاع اعترافات ملفّقة صادق عليها تحت التهديد. وأمام المحكمة أعلن بوضوح رفضه لهذه الاعترافات، مؤكداً أنها انتُزعت منه بالإكراه، غير أن المحكمة تجاهلت أقواله وصادقت على الحكم الجائر، محرمةً إياه من أبسط حقوقه في محاكمة عادلة وشفافة.
إنّ هذه الجريمة تمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، اللذين يحظران بشكل مطلق إعدام أي شخص كان دون الثامنة عشرة من عمره وقت ارتكاب التهم المزعومة.
وعليه، نحمّل النظام السعودي كامل المسؤولية عن هذه الجريمة، ونطالب بوقف سياسة الإعدامات التعسفية فوراً، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي. إنّ استمرار هذه السياسات القمعية يعكس الطبيعة الاستبدادية للنظام، ويؤكد خروجه التام عن القانون والشرعية.
إنّ الأخطر في هذه الجريمة هو صمت المجتمع الدولي الذي يمنح السلطات السعودية غطاءً لمواصلة ممارساتها، ويجعل من بيانات الإدانة الشكلية مجرد تواطؤ غير مباشر. ونؤكد أنّ السكوت عن هذه الانتهاكات ليس حياداً بل مشاركة في الجريمة، ما يستوجب تحركاً عاجلاً وجاداً لمحاسبة المسؤولين عنها، والضغط من أجل إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، وإيقاف نزيف الإعدامات السياسية.
لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان
الخميس 21/08/2025م
الموافق 27/02/1447هـ