رؤية ٢٠٣٠ تتآكل… على وقع ضربات الفقر وانتشار البطالة
٦ سنوات عجاف مرت على شعب الجزيرة العربية منذ إطلاق محمد بن سلمان رؤية ٢٠٣٠ في عام ٢٠١٦، كان أمل جزء من الشعب كبيرا بتحقيق المزيد على طريق الإصلاح والتطوير وتحسن الأوضاع، فيما الجزء الآخر كان يعلم الحقيقة التي علمته إياها التجربة وهي مايمكن تلخيصه مجازا (تمخض الجبل فولد فأرا).
هذا ما انجبته رؤية ٢٠٣٠ بعد ٦ سنوات، تردي الأوضاع المعيشة، تفاقم المشاكل المجتمعية، من سكن وتعليم وصحة ومياه، انتشار الفقر، ارتفاع معدل البطالة، وفرض مزيد من الضرائب والرسوم التي أثقلت كاهل المواطنين، والأهم من هذا كله هو تزايد الانتهاكات لحقوق الإنسان والضغط بكل قوة لكم أفواه المواطنين عبر منظومتي القضاء والأجهزة الأمنية حيث لا مجال للانتقاد، الذي يكشف فشل ولي العهد في إدارة شؤون البلاد.
رؤية ٢٠٣٠ هي اليوم أبعد مايكون عن هموم المواطن وطموحه حيث فشلت فشلا ذريعا عندما أهملت جوهر مشاكل المجتمع واتجهت نحو اللعب واللهو والترفيه وبيع الأوهام.
لا يمكن لأي رؤية أن تنجح اذا لم تكن موجهة لمعالجة المشاكل الحالية والمستعجلة التي يعاني منها المجتمع.
فما نفع جمال مجمعات الترفيه ومدن الألعاب فيما المواطن أصبح عاجزا عن شراء مسكن له، وما نفع المشاريع قيد الإنشاء اذا كانت لاتوفر الوظائف للمواطنين الذين تم استبعادهم لصالح العمالة الأجنبية بذريعة نقص الخبرات!!
وكيف يصبح المواطن خبيرا… اذا لم يدخل معترك العمل الحقيقي؟؟
إن مشاهد الفيديو التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي وهي تنقل معاناة المواطنين العاطلين عن العمل يترجون النظام للحصول على وظيفة كفيل بفضح الواقع وفشل سياسات محمد بن سلمان الذي بدوره يوجه ماكينة إعلامه لتسويق الأرقام وبيع منجزات الوهم للمواطنين.
(انفصام عن الواقع)
من خلال مطالعة الصحف الرسمية التابعة للنظام السعودي يتكشف حجم الهوة بين مجريات الواقع المتردي وبين انجازات رؤية ٢٠٣٠ التي تعددها الصحف بشكل يومي وتتغنى بها!!!
والأمثلة كالتالي بحسب تلك الصحف:
إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعية
تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه لتبلغ أكثر من 1,000 شركة
خلق ما يزيد على 100 ألف وظيفة
زيادة الاستثمارات الأجنبية من حوالي %58 إلى %331.
إطلاق مشاريع كبرى تسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيره.
نصف تلك الانجازات تذهب في إطار اللهو والترفيه
والنصف الآخر عبارة عن أرقام لاقيمة لها في ظل تردي الأوضاع
والعجز الحكومي عن حل أبسط مشاكل الشعب كالغلاء المعيشي وتدني الأجور والرواتب ارتفاع معدل البطالة انتشار الفقر، انتشار ظاهرة الفقر، مشاكل التعليم مشاكل التوظيف وتفضيل العمالة الأجنبية، ارتفاع جنوني باسعار المنازل والشقق والإيجار.
(خزائن النظام ممتلئة وجيوب المواطنين فارغة)
المواطن يعرف أن خزينة النظام ممتلئة بفعل عوائد النفط الضخمة، وهو ينظر ويراقب الترف الذي يعيشه أبناء العائلة الحاكمة وحواشيهم فلماذا عليه أن يدفع المزيد؟؟
ولماذا عليه أن يحمل وزر أحلام رعناء ومشاريع جوفاء؟؟
هل سيكون هذا المواطن الفقير أو المتوسط الحال قادرا على شراء مسكن في مدينة نيوم اذا ما أنشئت؟؟
ولمن تلك المشاريع اذا لم تعود بالنفع على المواطنين؟؟
إن هذه الأسئلة لا يتجرأ أن يطرحها أي مذيع في الإعلام الرسمي على محمد بن سلمان صاحب المشاريع والأحلام الوردية، لأنها تعري سياساته وتؤكد فشله وعجزه وتبذيره للمال العام حتى وصلت حال المواطن اليوم إلى هذا السوء وقلة الحيلة، مع تهديده بالسجن والاعتقال اذا ما احتج وطالب بحقوقه.