تقارير خاصةمقالات

يوم الصحة العالمي: معتقلو الرأي في السجون السعودية محرومون من الاستشفاء

في يوم الصحة العالمي، نستحضر معاناة معتقلي الرأي في السجون السعودية، وحرمانهم من الرعاية الصحية وممارسة الإهمال المتعمّد بحقّهم.

هذا الإهمال، الذي أدى إلى وفاة العشرات منهم، يُعدّ استهتاراً بحق السجناء في الحصول على الرعاية الصحية والطبابة والاستشفاء، إذ تُشير التقارير إلى أن إدارات سجون النظام السعودي تحرم معتقلي الرأي من:

  • الحصول على أدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والقلب وغيرها.
  • الحصول على المسكنات والأدوية البسيطة.
  • المتابعة الصحية مع طبيب مختصّ في حال الشكوى من آلام معيّنة.
  • معالجة الجروح والكدمات الناتجة عن التعذيب الوحشي.
  • إجراء العمليات الجراحية الضرورية.
  • المتابعة عند مختصٍّ نفسي لمعالجة آثار الاعتقال وظروفه.

في تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” نشرته عقب زيارة وفد من المنظمة للسجون السعودية، ذكرت أن هناك حالات وفيات حصلت في السجن ناجمة عن أمراض كانت قابلة للعلاج. كما ذكر التقرير حينها أن عدداً من السجناء ماتوا بسببب نقص الرعاية الطبية.

نُعيد نشر بعض تفاصيل وفاة عدد من معتقلي الرأي خلف القضبان، نتيجة الإهمال الصحي المتعمد وحرمانهم من حقهم في الاستشفاء والطبابة.

في مايو/أيار من العام 2021 توفي المعتقل زهير علي شريدة بعد تفاقم حالته الصحية السيئة إثر إصابته بفيروس كورونا في سجن الحائر بالرياض، حيث تم احتجازه مع عدد من المصابين بالفيروس دون أن يعرف بإصابتهم.

إدارة السجن كانت قد قامت بإعطاء زهير وسجناء آخرون لقاح كورونا في وقت إصابتهم به، بعكس الإرشادات الطبية. دليل حقوق السجناء ينصّ على أنه “لا يجوزإخضاع أي سجين لأي تجارب طبية أو علمية قد تضر بصحته، حتى ولو كان ذلك بموافقته”، كما ينصّ الدليل على أن “لا يرتكب العاملون الصحيون ولا يسمحون بارتكاب أية أعمال قد تؤثِّر تأثيراً ضاراً بصحة السجناء”.

في أبريل/نيسان 2020 توفّي المعتقل الدكتور عبدالله الحامد بعد مدة من دخوله في غيبوبة إثر تعرّضه لسكتة دماغية. الحامد كان بحاجة لإجراء عملية بشكل عاجل، إلا أن إدارة المستشفى أخّرت العملية ولم تسمح بإبقائه في المستشفى، حتى تعرّض لسكتة دماغية أدّت إلى وفاته.

في مارس/آذار 2018 توفي المعتقل حمد عبدالله الصالحي في سجن الطرفية ببريدة. الصالحي اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2004 وحكم عليه بالسجن 3 أعوام، وبقي أكثر من 13 عاماً، منها 7 أعوام في العزل الانفرادي، ولم يفرج عنه حتى بعد انقضاء الحكم، على الرغم من التدهور الكبير في حالته الصحية.

في يناير/كانون الثاني 2018 توفّيَ الشاب حبيب الشويخات بعد معاناةٍ مع مرض السرطان واضطراباتٍ في القلب والغدة الدرقية، والتي تضاعفت نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وتسبّبت له بضيق التنفس وعدم القدرة على المشي وصعوبة كبيرة في الحركة.

في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أكد نشطاء سعوديون موت المعتقلة حنان الذبياني في سجن ذهبان في مدينة جدة، وبحسب المعلومات التي تناقلها النشطاء، فإن الذبياني ماتت في ظروف غامضة.

كما أشارت المعلومات إلى أن إدارة سجن ذهبان قامت باستدعاء ذوي حنان للصلاة عليها داخل السجن، ولم يسمحوا لهم إلا برؤية وجهها، وبعدها تم دفنها بمكان سري لا يعرفه حتى ذووها، كما أجبرتهم إدارة السجن على التوقيع على إقرار يقول أنها ماتت بشكل طبيعي، حتى لا يستطيع أحد أن يرفع مستقبلاً دعوة يحمّل فيها مسؤولي السجن مسؤولية موتها أو قتلها.

وبعد، ثمة الكثير من الأسماء التي غيّبها الموت نتيجة أمراضٍ ومعاناةٍ كانت قابلةٍ للمعالجة، لكنّ حرمانهم من حقهم في الصحة والتعافي، أفقدَهم أرواحم وحياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى