تقارير خاصةمقالات

ذكرى المجزرة الثانية.. 37 روحاً أزهقتها السلطات السعودية في لحظة

كان اليوم ثلاثاء هادئ، حتى وصل الخبر؛ السلطات السعودية تنفّذ مجزرة إعدامٍ جماعية بحقّ 37 مواطناً، بينهم ستة قاصرين، وشخصٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة.

23 أبريل/نيسان 2019، ذكرى المجزرة الثانية.

منذ أربع سنوات، قامت السلطات السعودية بتنفيذ جريمةٍ شنيعة، وأعدمت بدمٍ باردٍ ودون سابق إنذار 33 معتقل رأي، ومن بينهم علماء دين، شابٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة هو منير آل آدم، وستة قاصرين هم مجتبى السويكت، سعد السكافي، عبد الكريم الحواج، عبد العزيز آل سهوي، سلمان آل قريش، وعبد الله آل سريح. هؤلاء الستة كانوا أطفالاً عند اعتقالهم، وهذا لم يمنع السلطات عن ممارسة بطشها، فعرّضتهم للاعتقال التعسفي والتعذيب الوحشي، وبعدها للإعدام الظالم.

أزهق النظام السعودي 37 روحاً بقطع رؤوسهم، لكنّ الوحشية بدأت قبل المجزرة بكثير، بدأت منذ لحظة الاعتقال.

إن اعتقال الـ33 مواطناً بأصله كان اعتقالاً تعسفياً، وهو اعتقالٌ سببه إما آراء المعتقلين وتوجهاتهم وعقيدتهم، وإما مشاركتهم في تظاهرات سلمية للمطالبة بالإصلاح وتحسين واقع البلاد والمناطق التي يقطنونها، لتُشهِر السلطات سيوف قمعها واستبدادها بوجههم، وتسوقهم إلى السجون بهمجيّةٍ وعنف.

خلف القضبان، عانى المعتلقون أشدّ المعاناة، جلسات التحقيق كانت جلسات تعذيبٍ لا استجواب، تعرّض المعتلقون لشتى أنواع التعذيب والإهانات، وأُجبِروا على التوقيع على اعترافات بالإكراه وتحت وطأة التهديد.

القاصر سلمان قريش على سبيل المثال اشتكى للقاضي أن الاعترافات المدوّنة قد كتبها بيده بإملاءٍ من المحقّق، وبصم عليها بعد التعذيب، لكنّ القاضي تجاهل أقواله. وكان سلمان قد أُدخِل المستشفى أربع مرات متأثراً بالتعذيب الوحشي، وقضى في إحدى المرات شهراً داخل المستشفى.

الشهيد مصطفى أحمد درويش أيضاً قال في دفاعه عن نفسه إنه تعرّض للتعذيب الجسدي والنفسي، وتم انتزاع الاعترافات منه بالإكراه، ولم يكن برفقته محامٍ أثناء التحقيق، وقال إن المحقق قام بحبسه أكثر من مرة في الإنفرادي لعدة شهور، وأيضاً تمّ تجاهل أقواله.

والدة الشهيد عبدلله آل طريف كانت قد ظهرت في مقطع فيديو قبل إعدامه، وقالت إنها تلقّت منه مكالمة طلب منها فيها براءة الذمة، وقال لها إن مكالمته التالية ستكون يوم ثلاثاء إذا بقيَ على قيد الحياة، وناشدت حينها والدته السلطات والمنظمات الحقوقية إنقاذ إبنها من السيف المسللط على رقبته، لكن مناشداتها لم تلقَ آذاناً صاغية، وفُجِعت بابنها.

عوائل الشهداء لم يكونوا على علمٍ بموعد تنفيذ المجزرة، وتلقّوا الخبر بصدمةٍ من الإعلام، وكانوا قد طالبوا مراراً بإعادة التحقّق من اعترافات أبنائهم مؤكدين تعرّضهم للتعذيب الشديد، لكنّ القضاء رفض النظر بأقوالهم والتأكّد من حقيقة ما يحصل في غرف التحقيق.

هي ليست جريمة السلطات الأولى، ولم تكن الأخيرة، فعلى الرغم من كل الاستنكارات والبيانات، كرّرت السلطات جريمتها عام 2022 بإعدام 81 مواطناً ومقيماً في يومٍ واحد من شهر مارس/آذار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى