تقارير متفرقة

انتحار مواطن بطريقة بشعة يفجر غضب الكويتيين

تسبب انتحار مواطن من فئة “البدون” في الكويت يدعى حمد عبيد، بموجة جدل وغضب واسعين على مواقع التواصل في الدولة الخليجية ما أعاد أزمة البدون للواجهة والنقاش.

وبحسب وسائل إعلام كويتية فإن حمد عبيد، قد أنهى حياته بطرقة بشعة حيث ألقى بنفسه من الطابق الرابع في منطقة الأندلس بمدينة الكويت.

وتصدر وسم بعنوان “انتحار حمد عبيد” قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر في الكويت، وسط إدانة واسعة لتضييق السلطات الكويتية على فئة البدون ما يدفع الكثير منهم للانتحار والتخلص من حياتهم.

وفي هذا السياق كتب الدكتور عبدالحميد دشتي:”اعرف جيدا أن ” اللي ايده بالنار مو مثل اللي ايده في الماي، واعرف حجم الظلم وحجم المعاناة على البدون.”

وتابع: “لكن يا ابنائي الانتحار ليس حل. يغير الله من حال الى حال وتتغير الظروف برمشة عين !وعند الله تجتمع الخصوم.”

وأضاف أنه ضحية السياسات الظالمة و”دمه كدماء من سبقوه برقبة مرزوق والفضالة وأصحاب القرار.”

فيما ذهب العديد من النشطاء إلى أن سبب انتحار حمد عبيد “يعود إلى الفقر والحالة المعيشية الصعبة التي يعيشها البدون في الكويت”.

وقال نواف:”يجب اعادة صياغة كل الاخلاقيات مرة اخرى.. هذا ليس انتحارا بل عملية قتل واضحة وعلنية ومكتملة الاركان والمعالم.. رحم الله حمد ولعن كل قاتل وظالم له.”

فيما دون ناشط باسم ضاري:”الاراء بقضايا الانتحار صارت باردة روتينية، يبدو ان الاحاسيس تبلدت. قضية البدون في تدهور وتبّريد يزيد ويزيد.”

من جانبها كتبت ناشطة عبر الوسم مستنكرة وضع البدون المأساوي في الدولة:”و يجيك كويتي يقول احنا دولة ديموقراطية و عندنا حرية نتكلم عن حقوقنا.. وينكم عن حقوق البدون ليش ما تدافعون عنهم.”

وتابعت:”ثاني نعمة بعد الاسلام انك مو وافد و لا بدون بالكويت.. لأن يعاملونك معاملة اليهود لفلسطين الله يرحمه و يصبر اهله”

وغرد حساب باسم الجهني:”كل يوم واحد ينتحر خافو الله فيهم ويلكم من حساب عسير من ربي.. معقوله مافيه رجل عنده ذرة رحمه ويتحرك في قضيتهم.”

أزمة البدون في الكويت:

وتعتبر الكويت أن معظم عديمي الجنسية لديها هم مهاجرون من دول أخرى قاموا بإخفاء جنسياتهم الأصلية، وتصنفهم على أنهم مقيمون بصورة غير قانونية.

وكثفت السلطات الكويتية ضغوطها على مجتمع البدون خلال السنوات الأخيرة “للكشف عن بلدانهم الأصلية”. أو قبول الجنسية التي يتم وضعها على هوياتهم، من قبل الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية.

وهو الجهاز الحكومي المعني بالتعامل مع هذه الفئة، بناء على تحقيقات أجرتها أجهزة الأمن الكويتية. وتتزامن هذه الضغوط مع الوضع الصعب الذي تواجهه البلاد والضغوط المتزايدة على ميزانيتها العامة والتباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.

بين 85 و200 ألف إنسان:

وتقول البيانات الحكومية الرسمية إن 85 ألفاً على الأقل من البدون يعيشون في الكويت، لكن النشطاء يقولون إن العدد قد يصل إلى 200 ألف.

ومع نشأة الدولة الحديثة في الخليج في الستينات من القرن الماضي لم يتقدم الكثيرون بطلب للحصول على الجنسية إما لأنهم كانوا أميين. أو لا يستطيعون تقديم وثائق، أو لم يعرفوا مدى أهمية المواطنة.

وتقول منظمات حقوقية دولية إن وضع البدون يمثل عقبة أمام حصولهم على الوثائق المدنية والخدمات الاجتماعية ويضعف الحق في الصحة والزواج والتعليم والعمل.

حوادث الانتحار متجددة داخل مجتمع البدون:

وهذه الحادثة ليست الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة بسبب المأسي المثيرة التي يعاني منها مجتمع البدون في الكويت.

ويشار إلى أنه في مارس من العام الماضي، أقدم شاب من “البدون” يعمل كبائع خضروات، على الانتحار حيث وُجد معلقاً على غصن شجرة في منطقة الشبرة التابعة لمنطقة كبد بمحافظة الجهراء بالكويت.

وذكرت صفحات إخبارية كويتية آنذاك أن الشاب البدون الذي انتحر يدعى يعقوب مفرح عبد الله (26 عاما)، ووجد معلقا نفسه في شجرة قرب الخيمة التي يقطنها مع شقيقه.

انتحار ابن الـ11 عاماً:

وفي فبراير من العام ذاته أيضا أقدم طفل من البدون على الانتحار، وتصدر حينها وسم عن الحادثة التريند الكويتي خلال وقت قياسي تحت وسم “انتحار طفل بدون”.

وذكر مصدر أمني في حينها، أن عمليات الداخلية تلقت بلاغاً يفيد بانتحار طفل. (11 عاما) من فئة غير محددي الجنسية في منطقة الصليبية بمحافظة الجهراء في الكويت.

وذكر المصدر أن مخفر الصليبية تلقى بلاغا عن انتحار الطفل، ولدى توجه رجال الأمن إلى منزل ذويه كان الطفل قد فارق. الحياة عند محاولة أسرته نقله إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ حياته.

وفي التفاصيل، حين طرق أحد أشقاء الطفل المنتحر على باب غرفته فإنه لم يرد، وهو الأمر الذي دفع ذويه إلى. كسر باب الغرفة ليكتشفوا وجود الطفل معلقاً في سقف الغرفة من خلال استخدامة أحد الأسلاك الكهربائية، فأبلغوا رجال الأمن وحاولوا إسعافه بنقله إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة.

بدون يحرق نفسه:

والعام الماضي أيضا تصدر هاشتاغ (#انتحار_بدون_مخفر_الصليبية) موقع تويتر في الكويت بعدما قام شاب “بدون” يبلغ من العمر 27 عاما، بمحاولة الانتحار عبر سكب مادة بترولية على جسده وإحراق نفسه.

كما عبّر مغرّدون حينها أيضاً عن استيائهم وأسفهم مما وصل إليه حال هؤلاء، مشيرين إلى ارتفاع محاولات الإنتحار في. صفوف أبناء هذه الفئة في البلاد.

وفي ديسمبر 2020، أشعل شاب بدون يُدعى” حمد” النار في نفسه احتجاجاً على أوضاعه المعيشية، ما تسبب. بصدمة في الكويت.

كما أثار فيديو لشاب من بدون يناشد فيه السلطات إعادة بقالته المصادرة؛ ليؤمن لقمة العيش لأهله تعاطفا كبيرا.

كما تم تداول فيديو يوثق لحظة محاولة شاب “بدون” الانتحار، بعد مصادرة “بسطته” العشوائية من قبل البلدية والشرطة.

ويظهر الشاب بالفيديو وهو يمسك بسكين، وزجاجة تحتوي على “بنزين”، ويهدد بحرق نفسه، ويصرخ بأن هذه الأغراض. ماله وحلاله، وأن والده توفي حديثاً وهو المعيل الوحيد لأسرته.

محاولة انتحار لشاب من البدون في الكويت بآلة سكين وحاول أن يحرق نفسه ببنزين لولا تدخل بعض الخييرين الموجودين أثناء حملة للبلدية بإزالة بقالته :

ويعود مصطلح البدون في الأصل إلى “أهل البادية” الذين لم يحصلوا على جنسية دولة الكويت منذ استقلالها عام 1961. ويتم وصفهم وفقاً لمواد القانون الكويتي بـ “غير محددي الجنسية”، وتعود مشكلتهم إلى عدم تطبيق مواد قانون. الجنسية الكويتي بعد الاستقلال وإهمال البعض التقدم بطلب الحصول على الجنسية الكويتية قديماً.

وطن خارج السرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى