تقارير اللجنةتقارير خاصة

في اليوم العالمي للاختفاء القسري نظام آل سعود يرفع أعداد المخفيين قسريا

إنه الثلاثون من آب/أغسطس اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري حيث يقبع الآلاف من معتقلي الرأي خلف قضبان السجون يعذبون فيما تصارع عائلاتهم لمعرفة أماكن تواجدهم دون جدوى في ظل التعتيم الذي تمارسه سلطات نظام آل سعود.

(ما هو الاختفاء القسري)

يحدث الاختفاء القسري عند: ‘‘القبض على الأشخاص واحتجازهم أو اختطافهم رغما عنهم أو حرمانهم من حريتهم على أي نحو آخر على أيدي موظفين من مختلف فروع الحكومة أو مستوياتها أو على أيدي مجموعة منظمة، أو أفراد عاديين يعملون باسم الحكومة أو بدعم منها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ثم رفض الكشف عن مصير الأشخاص المعنيين أو عن أماكن وجودهم أو رفض الاعتراف بحرمانهم من حريتهم، مما يجرد هؤلاء الأشخاص من حماية القانون.

ويعد نظام آل سعود أحد الأنظمة التي تمارس الإخفاء القسري بشكل ممنهج ومستمر لبث الرعب داخل المجتمع، مع غطاء رسمي يؤمن استمرار سياسة الإفلات من العقاب، في تأكيد لعدم وجود قضاء مستقل.

خلال الاختفاء تُنتهك حقوق أساسية، بينها الحق في الحماية من التعذيب، والحق في محاكمة عادلة. ويستخدم الإخفاء القسري كمقدمة للتعذيب، بحيث يتبعه سوء معاملة بهدف انتزاع اعترافات تستخدم لاحقا في أحكام قاسية قد تصل إلى الإعدام.

(شهود على الاختفاء القسري)

المواطن أمجد المعيبد، الذي أعدم مع آخرين في يوليو 2017 كان تعرض للإخفاء القسري لمدة أسبوع بعد اعتقاله على يد رجال يرتدون ثياباً مدنية.

الشاب المتظاهر عبدالله آل طريف الذي أعدمته سلطات النظام السعودي في أبريل 2019 مع 36 آخرين، كان تعرض للإخفاء القسري لمدة 12 يوما بعد اعتقاله.

 بعض هذه القضايا تعود لقاصرين، من بينهم محمد عصام الفرج الذي اعتقل في يوليو 2017 حين كان يبلغ من العمر 15 عاما، وتعرض لإخفاء قسري.

الإخفاء القسري طال أيضا عددا من الأمراء من الأسرة الحاكمة، بحيث اعتقل بعضهم وإخفائهم عن العالم الخارجي، كما حدث مع الأميرة بسمة بنت سعود وغيرها من الأمراء الذين تعرض بعضهم للاختطاف خارج البلاد.

(اخفاء قسري ثم قتل )

تشير احصائيات وثقتها منظمات حقوقية أن نظام آل سعود يمارس الإخفاء القسري بحق أفراد تعمد إلى قتلهم لاحقا.

في قضية الشاب مكي العريض الذي اختفى لمدة يومين، قال مركز شرطة العوامية لعائلته، إنه مات بسبب الخوف بعد اعتقاله، إلا أن آثار التعذيب الوحشي التي وجدت على جسده كانت في غاية الوضوح أثناء فترة الإخفاء القسري.

(اخفاء متواصل )

لم يعترف نظام آل سعود حتى الآن باعتقال الداعية سليمان الدويش، الذي اختفى في أبريل 2016.

كما انقطعت أخبار المعتقل أحمد المغسل منذ اعتقاله في أغسطس 2015 في مطار بيروت وتسليمه لسلطات النظام السعودي.

(الاختفاء القسري يستهدف حرية التعبير عن الرأي)

تظهر طبيعة قضايا الإخفاء القسري في الجزيرة العربية أنه يستخدم كوسيلة انتقامية، حيث أن هذه الممارسة يكثر استخدامها ضد المعارضين والنشطاء وأصحاب الرأي.

(نظام آل سعود لم يوفر الجثامين)

وثقت المنظمات الحقوقية إخفاء مكان أكثر من 100 شخص قتلهم النظام السعودي بموجب أحكام قضائية تعسفية أو خارج نطاق القضاء.

ويخالف نظام آل سعود القواعد والقوانين الدولية بحرمان العائلات من ممارسة الحق في الدفن الذي تراه لائقا لأفراد عائلتهم الذين يقتلون على يد الجهات الرسمية.

في وقت يؤكد الفريق العامل في الأمم المتحدة المعني بالاختفاء القسري في  الفقرة 6 من التعليق العام بشأن الحق في معرفة الحقيقة، على أن يشمل الحق في معرفة الحقيقة بشأن المصير ومكان وجود الشخص المختفي، عند وفاة الشخص المختفي، حق الأسرة في إعادة رفات أحبائهم إليهم، ودفنها وفقًا لظروفهم بينها التقاليد أو الدين أو الثقافة الخاصة.

(نظام آل سعود خارج عن القانون الدولي)

وفي حين تؤكد الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من جريمة الاختفاء القسري على أنه يجب معاقبة كل “من يرتكب جريمة الاختفاء القسري، أو يأمر أو يوصي بارتكابها أو يحاول ارتكابها، أو يكون متواطئا أو يشترك في ارتكابها”، فإن نظام آل سعود لا زال يطبق سياسة الإفلات من العقاب على المتهمين، وخاصة مع انعدام أي شكل من أشكال استقلالية القضاء، والصلاحيات الواسعة التي تتمتع بها رئاسة أمن الدولة.

وهو الجهاز المسؤول بشكل مباشر عن حالات الاعتقال التي تطال نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان.

((يذكر أن النظام السعودي مازال يرفض المصادقة على اتفاقية حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، ما يدل على نوايا الاستمرار في جريمة الإخفاء القسري))

(خاتمة)

إن دواعي القلق التي أثارتها الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا الإخفاء القسري، تتواجد في الجزيرة العربية من خلال النهج المتبع. حيث يستغل النظام أنشطة مكافحة الإرهاب كذريعة لانتهاك التزاماته، حيث منعت الأفراد الذين يحاكمون وفق قانون مكافحة الإرهاب من التواصل مع عائلاتهم لفترات متفاوتة تصل إلى عدة سنوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى