تقارير متفرقةحقوق المرأةمقالات

المعتقلات في السعودية: سيبقى الصوت أقوى من قيود القمع والظلم  

 تنصّ المادّتان الخامسة والتاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه لا يجوز إخضاعُ أحدٍ للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة، كما لا يجوز اعتقال أيِّ إنسان أو حجزه أو نفيه تعسُّفًا.

لكن السعودية، ترى حقوق الإنسان من منظارٍ مختلف، وتعتبر أن تجريد الناس من حقوقهم حقٌ تكتسبه السلطة لأنها “سلطة”، لذا تُمارِسُ السلطات السعودية ساديّتها على كل من لا ترضى عنه، من غير أن تفرّق بين رجلٍ وامرأة وطفل.

بحسب الإحصائيات الأخيرة، تقبع حوالي 58 معتقلة في السجون السعودية، وتشير أرقامٌ أخرى إلى وصول عدد المعتقلات لـ 100، وبغض النظر عن تباين الأرقام، فإن الحقيقة المؤكَّدةُ الأهم، هي تعرّض المعتقَلات للتعذيب والترهيب والمعاملة الوحشية من قِبل المحققين.

وقد كشفت شهادات معتقلات سابقات، تعرّضهنّ للتعذيب (الصعق الكهربائي والضرب والجلد)، والأخطر من هذا هو تعرّض عدد كبير من المعتقلات للتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب.

وكان عدد من من حرّاس السجون سرّبوا مشاهداتهم للإعلام، وذكَر أحدهم تعرّض المعتقلة السابقة لجين الهذلول للتعذيب والتحرّش، وروى حارسٌ آخر حادثة فقدان إحدى الناشطات البارزات وعيها أثناء التعذيب، مشيراً إلى “الرعب” الذي شعروا به “إذ طنّوا أنها ماتت وخافوا أن يتحملوا المسؤولية”، بحسب شهادة الحارس.

هذا وتعاني معتقلات أخريات أوضاعاً صحية سيئة، كالمعتقلة أمينة الراشد التي تعاني من متاعب صحية متعلقة بمشاكل في القلب، بالإضافة لتأزم حالتها النفسية نتيجة بعدها عن ابنها.

وأمينة ليست الأم الوحيدة خلف القضبان، إذ حُرِم أبناء المعتقلتين فاطمة آل نصيف ومريم علي آل قيصون من الاحتفال بعيد الأم الأخير معهما أيضاً. وغيرهما الكثير من المعتقلات اللواتي أُبعِدن عن أبنائهنَ وأزواجهنّ وأهلهنَ.

الظلم اللاحق بالمعتقلات لا ينحصر بحجزهنّ التعسّفي والتعذيب الوحشي، بل يصل إلى تغليظ أحكام بعضهنّ، في محاولةٍ لحرمانهنّ حتى الأمل بمغادرة السجن، كحال المعتقلة إسراء الغمغام التي غُلّظ الحكم الصادر بحقها من 8 سنوات إلى 13 سنة قبل مدّةٍ قصيرةٍ من انتهاء محكوميّتها.

ولسلمى آل شهاب ونورة القحطاني قصّةٌ أخرى مع تغليظ أحكامهنّ، فقد وصلت مدة محكومية سلمى إلى 34 سنة، ونورة إلى 45 سنة. لتقضي المعتقلتان المظلومتان نصف سنوات عمرَيهما خلف القضبان.

تكثر الأسماء، وتختلف الأعمار والمحكوميّات، ولكل معتقلةٍ قصّةٌ وغصّة، والمشترك بين قصصهنّ جميعاً هو الظلم اللاحقُ بهنّ.

ذنبُ هؤلاء المعتقلات أنهنّ طالبنَ بحياةٍ أفضل للنساء السعوديات وللمواطنين السعوديين، لكنّ مدّعي احترام الحريات ومراعاة الحقوق يخافون أن يرفع المظلومين أصواتهم، فينكشف زيفَهم وظلمهم.

والسؤال يبقى: كيف سيبرر مدّعي قيادة حملة “تمكين المرأة السعودية” محمد بن سلمان، كل ما يُروى ولا يُخفى من فضائح وانتهاكات تحصل بحق المعتقلات؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى